ثقافتنا الغبية !!
كثيرا ما نسمع في هذه الأيام عن " الثقافة " و عصر " العولمة " و انفتاح العالم و التكنولوجيا ، إلى آخره من تلك المصطلحات التي ملأت قواميس اللغات و أضافت لها ملاحق جديدة .
لكننا عندما نلتفت إلى واقعنا العربي و إلى حال " أطفال الديجيتال " العرب ، و إلى ثقافة شبابهم ، فعلينا أن نذهب إلى أبعد من هذه المصطلحات " الساذجة " !
لأن شبابنا العربي " واعٍ " بما فيه الكفاية ، و لا أقصد هنا أنه يملك وعي بل هذه كلمة تدل على الإشمئزاز و النفور .. فوعي الشباب العربي يختلف عن وعي بقية البشر .
بينما نسمع عن فتية صغار في أوروبا أو شرق آسيا قاموا باختراعات و مساهمات عجيبة ، نجد شبابنا يتسابقون للحاق بهم بشيء يتميزون هم به دون سواهم ، سرعة الانسلاخ من الجلد الأصلي و تبديله بآخر سريع الاهتراء .
إن كان للغرب " ثقافة التكنولوجيا " فلشبابنا " ثقافة الجل " و إن كان للغرب اهتمامات بالقراءة فلشبابنا اهتمامات بآخر ما نزل من أجهزة متنقلة .
لدينا نحن العرب ثقافتنا الخاصة و فق التقاليد والعادات ، شباب مائع ، غبي ، لا يعرف لم هو هنا و لا ماذا يفعل !
لكننا نختص بشيء فريد لا يملكه سوانا ... فنحن نحمل شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في كيل الشتائم للآخرين و الانتقاص منهم .
فنحن نلعن أمريكا و نستخدم أجهزة الكمبيوتر المصنعة لديها ، ونركب الطائرات التي تنتجها ، و نحتقر بريطانيا ، و نحن نرسل أبناءنا لتقلي العلوم فيها ، و نشتري منها السلاح ..
نستهزيء بالسذاجة الفرنسية ، و نبتاع منها كل أنواع العطور و الزينة ...
و قس على ذلك بقية الدول ...
نحن شعب يقتنص الفرص و يفكر جيدا .. فهو يريح عقله من مشقة التفكير و الاختراع و يشتريه بما لديه من مال من هؤلاء ! لماذا نفكر ؟ وغيرنا يقوم بهذا الدور عنا ؟
أتحدى و أقول أتحدى أن تجد شابا عربيا يملك ثقافة حقيقية متنوعة و يحسن الكلام و الفعل !
و إن وجد هذا الشاب " المعجزة " فنحن نحيله إلى فئة الشواذ .. ومن شذ شذ في النار !
هذا واقعنا ... نتعمد أن نغفله .. ثم ننادي بثارات صلاح الدين و القدس و نحلم بفتح رومية !
علينا أولا أن نثأر من أنفسنا بأنفسنا ، قبل أن نتحدث عن الآخرين !
و يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
|