مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 21-09-2003, 01:27 AM   #4
hjkk
Guest
 
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 33
:الجامية على السفود

محمد بن عبدالله العبدالكريم
مقدمة : هناك ثلاث تيارات يجب أن تتوقف فوراً عن التدخل في الحوارات ومعالجة الأوضاع الحالية . وإن كان هناك من يقدر المصلحة الوطنية فلا ينبغي له التساهل أمام تلك الأقزام الثلاثة التي تطاولت ولم يكن تجاهلها، وعدم الاكتراث بها حلاً كما يعتقد بعض المصلحين . وفي هذا المقال يكفي أن أعلق على أقزمها وأكثرها خسة ونفاقاً ألا وهو التيار الجامي الزائد عن الحاجة البشرية ومن هنا فإن الحملة على التكفيرين ينبغي أن تشمل أيضاً غلاة الجامية ، لأنهم تكفيريون من الطراز الأول ، فلم يبق داعية مشهور أو مصلح يدخل القلوب بلا استئذان إلا ونالوه بألسنة حداد ، فإذا كانت الدولة تنوي استئصال التكفيرين والقضاء على فكر العنف ، فلا ينبغي أن تكون حملتها انتقائية ، فالتيار الجامي لا يقل سوءً وغلواً إن لم يكن أولى من غيره ، فقد جمع في منهجه بين التكفير والإرجاء وهذه من غرائب الدهر ، !!واجتمع فيهم ما تفرق في غيرهم من مساوىء سلوكية ومصالح شخصية وسوابق لا تعرف إلا في هذا التيار الذي اختزل الاسلام في أبواب محدده ، ووصل حداً في الغلو جعلوا فيه طاعة المخلوق فوق مرتبة الخالق ، ولا أدل على ذلك من كلامهم في جواز طاعته حتى في المعصية . لقد تطاول هذا التيار بما فيه الكفاية وحان الآن موعد إخراسه إلى الأبد ، وقد أحسنت وزارة الإعلام حين أغلقت لنا تسجيلاتهم المسمومة والتي ادعوا زوراً وبهتاناً أنها منهاج للسنة النيوية ، ونحن لا زلنا ننتظر من بقية الوسائل الإعلامية أن تقرأ هذا التيار قراءة صحيحة إن كانت تريد مصلحة الوطن . ففلسفة هذا التيار قائمة على سحق الأطراف التنافسية والإبقاء على شخوصهم ومنهجهم في دائرة الضوء بأي ثمن ، ومثل هذه الفلسفة لا تصلح أبداً أن تفتح أمامها الوسائل الإعلامية ليدلوا بأطروحاتهم وأفكارهم ، فالتجاوب مع تلك الأفكار تسميم للبيئة الفكرية ، وحقن لها بالمبيدات الحشرية ، والنتيجة لن تكون أحسن حالاً من المشهد الذي شاهدناه ليلة الثلاثاء .فهم يدفعون شعروا أو لم يشعروا إلى مزيد من التصعيد والاحتقان في المشهد الفكري الذي يجب أن يقوم على التفاهم والاعتذار ، أما الزج بالتيار الجامي في علاج الظواهر الخطيرة فما هو إلا صب للزيت على النار ؛ لأن جزء من المشكلة التي تعاني منها الدولة والمجتمع كان هذا التيار سبباً مباشراً في صياغته النهائية ، وإلا فإن دواعي التفجير ربما تكون موجودة قبل خمسين سنة ، لكن ظهور الجامية قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا أسس لنزع الثقة الكاملة بين الشباب الذي يثور حماسة وبين العلماء بل حتى العلماء الربانيين . فهم وبلا أدنى تردد أو شك أحد عوامل انهيار الثقة بالدولة وبالعلماء وبكل ما يمت للمرجعية بصلة ، فأينما حلو أو تكلموا فاعلم أن هناك أزمة في الثقة ستنشأ ولا بد، وحيثما كتبوا أو ظهروا فضع يدك على قلبك وانتظر قتل الحقيقة في وضح النهار . كما أنهم وبلا شك كانوا سبباً مباشراً في التنفير من السلف والرجوع للسلف ، ومن أراد أن ينفر أحداً من تراث الأمة أو يكون خبيثاً من الدرجة الأولى فلا يحتاج إلى عناء كبير في البحث والتنقيب والتدريب فليقرأ أو يستمع لهذا التيار ، والنتيجة مضمونة في كل الأحوال إن حضور هذا التيار في هذا الوقت بالذات أو تبنيه في بعض الصحف والمجلات أجزم قطعاً أنه يكرس للمأساة التي نعيش فيها ، ذلك أن شعور كثير من الشباب اليوم أن الجامية ينطبق فيهم قول الله تعالى ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) ، والتعاطي الإيجابي مع العدو الحاقد يولد الشعور بالانتقام على المدى البعيد ، ويراكم التصور السلبي تجاه الجهة التي تقوم بالتبني ، مما ينذر بكارثة حقيقية إذا كان الإعلام يمكّن لمن يظهر الولاء الوطني ويخفي الفكر الوثني . وأختم أخيرأ بأن من صنع لنا هذا التيار الممسوخ يجني اليوم ثمرة الشجرة الخبيثة ، وبمقدار المكاسب التي حققها في التفريق بين شباب الأمة وعلمائها ودعاتها بمقدار ما يكون الألم . ورحم الله الحسن البصري حين قال : " عجبت لمن يجمع جمع العلماء ويحفظ طرائق الحكماء ويجري في العمل مجرى السفهاء "
http://www.almuhayed.com/details.asp...pic=7&num=3070
hjkk غير متصل