[طالب في امريكا]

عفوا

انا ليس تعليق على الخبر ذاته , وهذا قد يشكّل اتفاق مع باقي التعليقات على الخبر ولكني اردي ان اوضح اربع نقاط هامة:

الاولى: لايعني الحديث عن عدم قابلية رجل حليق في هيئة كبار العلماء قدح فيه. وهذا مافهمه الكثير منكم وذلك واضح من خلال التعليقات. فالحديث هنا عن القدوة وعن الكمال الممكن تحقيقه. ووجود رجل يملك علم شرعي ومظهر يتناسب ومكانة هذه المنصب في هيئة كبار العلماء ليس شيئا صعبا بغض النظر عن التجريح والتعديل. حلق اللحية لا يعني ابدا التقليل من الشخص ولكنه نقص فيه. ترك اللحية لا يعني ابدا الكمال ولكنه جزء منه

ثانيا: لماذا فقط مسائل الدين هي التي نتساهل فيها ونلجأ الى اساليب التخفيف مثل عبارة " المخبر وليس المظهر" لا احد يختلف على ذلك . ولكن السياق الان يفرض المظهر والمخبر على حدّ سواء وبدون تفرقة او تهاون.

ثالتا: وهو تكملة للفقرة الثانية . فالدين دائم محل تساهل وجدل. وعموما الجدل لا ينتهي ابدا ما وجد اللسان فكل رد يقابله رد وهكذا دواليك حتى تُميع القضية الاساسية. عودا الى الموضوع, تصوروا معي لو انه تمّ تعيين شخصا ما رئيسا للبلدية. وهذا الشخص معروف للجميع بما يدع مجال للشك حرصه الشديد على تحري الكمال ومعاقبة المخالفين واصدار الاوامر و تعقب المحالفات وتوجية الحملات الارشادية للناس الا انه دائما ما تجد امام بيته نوع واحد فقط من المخالفات وبشكل منتطم. هل هذا يسبب لك اي تناقظ ومصداقية لما يطرحه هذا المدير؟ ومع ذلك لا احد ينكر حرصة ان يتقيد الناس باسباب النظافة والمحافظة. الا انه ظاهر للناس جليا وقوعه في بعض تلك المخالفات. هل نقلل من قيمة هذا الرجل مع حرصة العام مع الناس؟ اعتقد ان الجواب سيكون نعم. سنقول " عجيب! هذا هو الشخص الذي يعرف ما لا يعرفه غيره ومع ذلك يقع في ذلك؟؟!! لماذا لانه هذا الرجل هو المسؤول الاول عن النظافه والمظهر هنا مهم جدا ويجب وجوبا ان يتناسب مع المخبر. لان السياق يقتظي ذلك الان بشكل خاص جدا. امّا عبارة " المخبر وليس المظهر" فهي عبارة عامه واستخدامها هنا فيه تضليل.

رابعا: يبدو ان لسيد قطب مكانه لديكم وذلك واضح من خلال الردود. وانا كذلك. ولكن الاستشهاد به وانه حليق لا يتناسب ابدا والمقام المذكور في الخبر. كلنا يعرف ان بعض البلدان العربية وحسب المذاهب التابعة لها, لا يرون في حلق اللحية مخالفة شرعية , وهذا الخلاق موجود حتى عندنا ايضا. ثانيا, حلق سيد قطب للحيته لا يعني ابدا ان هذا هو اختياره. ثالثا, كلنا يعرف الضغوط التي تعرض لها سيد قطب رحمه الله. اعرف صديق لي هنا في امريكا وهو من احد البلدان العربية. وهو من المتمسكين والمحافظين على امور الدين. ومع ذلك فهو حليق. وهو من اشدنا تبكيرا للمسجد وتأنيا في الصلاة وغيرها. ومع ذلك فهو حليق اللحية وهو يتمنى ان تترك له الحرية ويدع لحيته. الا انه جاء من بلد عربي يمارس الضغط على هؤلاء. وكأن هذا الرجل قد استشرب حلق اللحية ومع مرور الايام والشهور, اراد له الله ان يترك لحيته من نفسة وبدون اي ضغوطات لانه صراحة لا احد يتجرأ ويقول له اترك لحيتك لانه احرص من اي واحد منذا على امور الشرع , وقد قال لي" اتركها الان ما دمت قادرا على ذلك ولي الحرية المطلقة بدون اي مضايقات واذا ذهبت الى بلدي, افعل ما استطيع علية" .... اذا لا تؤخذ حلق اللحية على عوانها عند سيد قطب او اي واحد اخر. والسلام