مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 07-08-2009, 05:20 AM   #5
| يحيــى فقيـــه |
كاتب مميز
 
صورة | يحيــى فقيـــه | الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976





(( الحلقة الخامسة ))

تابع طريقة تحفيز صاحب كل نمط و دعوته


ثالثاً: النمط التعبيري



طريقة تحفيزه:

لا بدّ من تحفيزه على اتخاذ القرار باستثارة شعورية.

فمثلا: عند إقناعه بشراء تلك الحقيبة نفسها أقول له: يا سلاااام! و الله هذه الحقيبة كأنها صنعت خصيصا لك!



طريقة دعوته:

بإثارة مشاعره تجاه الأمر الذي يدعوه الداعية إليه، و قبل الخوض بالحوار يحاول الداعية جذبه و استمالته إليه بأسلوب مرح لطيف، مبتعدا عن الجدية فيه، و متى ما استجاب إليه لزم من الداعية تشجيعه و المبالغة في ذلك، و لا بد من متابعته من حين لآخر لئلا يُترك فيأتيه مؤثر آخر، و يرجعه إلى ما كان عليه، حيث أن التعبيري يثار شعوريا بسرعة و يستمر نفس الشعور حتى يأتيه شعور معاكس في نفس المستوى، لذا كان على الداعية أن يؤثر على مشاعر المدعو بتأثير قوي قدر ما يستطيع، فما يأتي بسهولة يذهب بسهولة.

و لا يغفل الداعية جانب الخيال و الإبداع عند التعبيري، فيهتم بتصوير المواقف له من ذكر هيئتها و شكلها و أوصافها و ألوانها، و يحاول توضيحها له مرئيا، فيساعد ذلك في رسم الصورة في خيال هذا المدعو و من ثم السباحة فيما رسمه في خياله، وبالتالي سهولة الانسجام فيما يدعى إليه.



مثال عملي:

المدعو: زوجة مسلمة غير متحجّبة/ متبرّجة (تعبيرية)

في هذا المثال، يلعب الزوج دور الداعية، و يحاول عدم إجبارها على ارتداء الحجاب و الستر، مع أن من حقه ذلك و من واجبها طاعته، و لكن الزوج يريد أن يجعلها تلتزم بالحجاب عن قناعة لئلا تنزعه في أي موقف كان.

يصوّر لها صورة المرأة العفيفة، و كيف أنها عندما تمر أمام الرجال تكون مصانة في حجابها فيحميها من نظراتهم، فتشعر بالراحة دون أن تخشى شيئا في أي حركة تتحركها أو خطوة تخطوها، أيضا يقوم بتذكيرها بمدى حرص الصحابيات -رضوان الله عليهن- على الحجاب، و كيف أنهن شققن مروطهن عندما نزلت آية فرض الحجاب، ليبين لها سرعة استجابتهن و أنهن بذلك استحقوا الأفضلية على سائر المؤمنات ممن بعدهن، و أن الزوجة المتحجبة هي المرأة التي تصون عرض زوجها و بيته، فإن كان أمر زوجها يهمّها فلتلتزم بالحجاب، بل إن كانت أوامر ربها تهمها فلتفعل ذلك و لتنتهي عن التبرج، و أن ربها هو الذي أنعم عليها بهذا الجمال و هو القادر على أن يسلبه منها إن عصته، فيخوّفها بذلك، و يكون قد أثار مشاعرها.

بعد ارتدائها الحجاب يتودد إليها زوجها أكثر و يقول لها على سبيل المثال: ما شاء الله، كم أصبحت أجمل بسترك هذا الجمال عن الأجانب، أشعر بأن وجهك يشع نورا، أشعر الآن بأنك نعم الزوجة لي، أنت الأجمل و الأنقى، ثم يتعاهدها من فترة لأخرى، و يذكرها بنعمة الحجاب و أنه كسائر النعم المتفضل بها المولى علينا فعليها أن تشكره تعالى، و أن بالشكر تدوم النعم.






رابعاً: النمط الودي


طريقة تحفيزه:

تعزيز قدرته على تأسيس الروابط مع الآخرين حتى ينتج و يتفاعل في أسرع وقت.

فمن خلال العلاقة الحميمية يمكن إقناعه مثلا بشراء تلك الحقيبة، فيمكن أن يقال له: لأني ناصح لك أقترح عليك أن تشتريها، أو لو كنت مكانك سأشتريها.



طريقة دعوته:

صاحب النمط الودي من أسهل الأشخاص في دعوتهم إذا ما وجدت الثقة بينه و بين الداعية، فقبل دعوته لا بد أن يعزز الداعية قدرة هذا المدعو على تأسيس علاقة معه، و لا ييأس من توطيد العلاقة أو وجود الثمرة إذا طال الوقت، بل يحاول في شتى الطرق التي تساعد على ذلك، و يستمر في هذا التعزيز إلى أن توجد الثقة بينهما، و يحاول الداعية أن يتطبع بصفات النمط المتفرد إن لم يكن كذلك حيث أن الودي أكثر ما يرتاح إلى أصحاب هذا النمط ، و من ثم يبدأ بدعوته و توصيل فكرته إليه. أيضا الودي اجتماعي رقم 1 لأنه متعاون مع الآخرين و لا ينس المعروف الذي أسداه إليه من أسداه، فليستفد الداعية من هذه الصفة فيتقرّب إليه بالهدايا و يساعده إذا ما احتاج إلى مساعدة، و من ثم يشعر المدعو بوجوب رد الجميل و أقل ما يمكن أن يكون: أن يحقق له ما يريد أو على الأقل يستمع إليه بكل اهتمام و رحابة صدر، زيادة على ما عنده من عادة الاستماع الصادق.



مثال عملي:

المدعو: رجل مسلم يستمع إلى الأغاني (ودّي)

يقوم الداعية بالسلام عليه و التبسم في وجهه و الأخذ و الرد معه و يكرر الزيارات إليه، و الحديث معه على الهاتف و من ثم عرض أي مساعدة عليه إن احتاج إلى ذلك، و الوقوف بجانبه و تبادل الهدايا، و مرافقته في رحلاته إن دعاه، و لا يضيّع أية فرصة يمكنه الكلام أو الاجتماع به، و مثل هذه الأمور لا تزعج الودّي لأنه يحب العلاقات الاجتماعية، كما أنه يتحرّج من الناس إذا أسدوا إليه معروفا أو طلبوا منه أية خدمة.

بعد أن يشعر الداعية أن الثقة قد وجدت بينه و بين المدعو، كأن يكون قد طلبه هذا المدعو في أمر ما ليساعده و لم يستدع غيره من أصدقائه، يبدأ الداعية ببيان ما للأغاني من آثار سلبية على النفس و الدين، و أنه لا يجتمع قرآن و غناء في قلب واحد، و أن الداعية نفسه يعلم كثير من الأشخاص توقفوا عن استماع الأغاني و كيف تبدلت حالهم، و أشرقت حياتهم، و ليستمر في استخدام أية وسيلة و ستنجح مهمته بإذن الله، فالثقة موجودة، بالتالي الأمل موجود،،،،،

تابعوا الحلقة الأخيرة من حلقات أنماط الشخصية .

ولكم مني أجمل تحية .
__________________
((( أخـــلاقـــك مـــع الآخـــريـــن أجـــمـــل تــوقـــيــــع )))


| يحيــى فقيـــه | غير متصل