[font="simplified arabic"]
ومن الأسباب المهمة التي أدّت إلى اقتراف الفساد الإداري، كتصنيف لأهمها:
الأسباب المتعلقة بالبيئة الاجتماعية، وما تشمله من عادات، وتقاليدَ، وقيم موروثة، كمحاباة الأقارب.
الأسباب المتعلقة بالبيئة السياسية، والتي يكشف عنها غياب الرقابة الحاسمة، وانعدام مراكزَ مهمتُها مكافحة الفساد الإداري، وما على هذه الشاكلة مما يهيّئ للانحراف الإداري أرضاً خصبة.
وتلك العوامل التي تتعلق باجتهادات العاملين الذاتية حول الأنظمة التي يعتريها غموض، فيفتح الباب أمام الموظف على مصراعيه لإطلاق التفسيرات الشخصية لهذه الأنظمة غيرِ الواضحة، ويطلق له عنان الاجتهاد الذاتي في غياب النص النظامي، أوفقدان أدلةٍ للمعاملات في قطاعات الحكومة.
وكذا الأسباب المتعلقة بالبيئة الإدارية، في حالة ما إذا لم تُلقِ السلطة المسئولة للرقابة الإدارية بالاً، فتدِبّ إليها آفة الضعف، بل الفقدان بالكلية، مما يُعَدّ خللاً وانحرافاً في الجهاز الإداري، والأسوأُ منه حالاً انعدام كفاءة القيادات الإدارية، وعدم صرفها للصالح العام.
فالفساد ينتشر نتيجة لغموض اللوائح، وتعقدها، مع سعة الصلاحيات في اتخاذ القرارات الإدارية دون رقابة أو تحكم فاعلين ، فهذه الأمور كلها ونحوها ممهّدةٌ للعامل ميدانَ شنِّ غارةٍ على أخلاقيات الوظيفة العامة، حتى تنهار بالموظف والجهاز في هُوّة ومزالق الفساد الإداري.
وللبواعث على الفساد الإداري نماذجُ أخرى، نجملها في النقاط الآتية :
1- تعريض الأموال والممتلكات العامة للضياع، وعدم المبالاة بها، وعدم الشعور بالمسؤولية نحوها، والأموال والممتلكات الخاصة في حكم العامة.
2- عدم تنظيم الوقت واحترامه، وخاصة من قبل الرؤساء والمديرين.
3- ندرة الخدمات التي توفرها الحكومة للجمهور.
4- سوء توزيع الدخل بين شرائح المواطنين..
6- تخلف الأدوات الإدارية، وما يتسبب عن ذلك من التراكم والفوضى في الأنشطة الإدارية المختلفة، وما ينجم من تشابكات تؤخّر وضع الخطط والبرامج، فتتعذّر معرفة النتائج الحقيقية لشتى نشاطات المنظمات المختلفة.
7- التقليد الجاهل من بعض العاملين للمنحرفين تدريجياًّ؛ اغتراراً بمظاهر الرخــاء الظاهرة على أولئك، ولعدم كشفهم، وافتضاحهم، ومساءلتهم لفترة طويلة.
8- الفساد الممارَس من قبل الجهات الخارجية التي تنجرف وراء الحصول على العقود، أو الصفقات، أو الأراضي، بطرق ملتوية مشبوهة بأساليب الإغراءات المتعددة.
9- الافتقار إلى التعاليم الدينية التي تبعث في نفس الموظف روحَ الأمانة والصدق، ومحبةِ الخير وتقديمِ الخدمة لغيره، دون هضم لحق الآخرين، فخُلوُّ النفس من هذه التعاليم الدينية مفسدة؛ لأنها تكون مهيّأة لقبول أيّ انحرافٍ يلوّث أخلاقيات الموظف.
ومما يَحسُن في هذا الموضع ذكرُه أن هذه الآفات إذا سادت في مجتمعٍ ما ولم تُقابَل بالاستنكار، وتحولت من ظاهرة غير أخلاقية فيها مساس بأمن ونظام الدولة إلى أمور عادية تُمارَس دون لوم أو استنكار يذكر، فمما لا غبار عليه أن يكون لذلك آثاره وانعكاساته السلبية على سلوك وأخلاق العاملين؛ فما أسرعَ ما يؤثر في سلوك الفرد من البيئة المحيطة به!!
font]