بسم الله الرحمن الرحيم
لم يخطر ببالي لما دخلت هذا المنتدى أول يوم قبل ما يربوا على خمسة أعوام أنني سأكون ذا اسم قد طُليَ باللون الأزرق ، ليُطلق الناس عليّ لقب ( المشرف ) الذي يرون من خلاله رمزاً من رموز التشريف ، وهو في الحقيقة يعني لي تكليفًا عير عادي ، و حملاً ثقيلاً يستوجب الأمانة مع القوة مع الحزم مع السياسية .. خليط صعب من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها صاحب المهنة .
رسالة خاصة من الأستاذ الحبيب ( بريماكس ) تناقشني في أمر أرفضه تماماً ، وهو أن أحتل المكان الذي سيُصبح شاغراً بعد الأستاذ بريماكس ، أخذٌ و ردٌ قوبل بالرفض التام الذي لا نقاش فيه ، لأن القناعة بأن أكون مشرفًا غير متحققة نهائيا . طال النقاش و طال السجال في تلك الرسائل حتى أيقن أستاذي بريماكس بأنه لا فائدة من صاحب الرأس ( اليابس ) كما يقولون . و انتهى الأمر على خير .
بعد السكوت عن هذا الأمر تفاجأت ذات يوم بوجود موضوع في الساحة لأحد محسني الظن ممن لقيته فيما بعد و عاتبته على إشعال فكرة الإشراف لي مرةً أخرى ، وهو العضو الحبيب ( أمير الألماس ) الذي طالب الإدارة بجعلي مشرفاً و حرّضها أيما تحريض ، ليكون الرد الأول في ذلك الموضوع من الأستاذ ( بريماكس ) الذي قال : من يأتينا به و له حمل بعير ..!
ياتُرى هل أنا شارد ، أم بضاعة مسروقة ، أن مفقود عزيز ..؟ دعوني أكمل و أخبركم بما جرى :
نُقل موضوع أمير الألماس عن الأنظار في الساحة المفتوحة ، و إلى قسم المساعدة و الشكاوى ، لأتفاجأ بإضافة ماسنجرية من عميد الساحة و أديبها ( كرمع ) ..؟ يالله .. كرمع بزاته عندي ؟
كرمع الذي أجبرني على الإشراف بعد نقاشات دامت يومين على هيئة فترتين صباحية و مسائية ، إلا أن الأستاذ كرمح كان ذا جلد ، و أعترف أنه كان (أيبس) مني رأساً ..!
حيث وافقت على مضض مشترطًا كونه بجانبي معينا وواقفا مسانداً حتى كتب أستاذنا كرمع موضوعًا بهذه المناسبة بعنوان ( الصمصام ابسط يدك حتى نصافحك ) و هذا أعتبره وسام شرف لي ، و لكنه بعد هذا الموضوع هرب و ورّطني في الإشراف المليء بالمآسي و النكد منذ أول يوم فيه . دعونا ننتقل في تخطٍ يسير إلى ديوانية بريدة ستي الثانية و في ليلتها الأولى التي كانت أمسية لفرسان الكلمة من الشعراء .. في تلك الليلة دخلت الديوانية قادمًا من الرياض لأزور أحبابي و أشاركهم و أرفع عن نفس و أغير جو الرياض الصاخب إلى نسائم الريف في ضواحي بريدة ، و تحديداً في الطرفية ..
دخلت مقر الديوانية لأجد الهُمام الهمّام إبراهيم اليوسف يصعقني بخبر و طلب ، أما الخبر فهو عدم وجود من يُقدّم للشعراء ، و أما الطلب فهو أن أتقدم و أمسك باللاقط مُحييا تلك الليلة الشعرية العذبة ..!
يالهوي .. مافيه غيري يعني .؟
كانت تلك الليلة هي الليلة الأولى التي أرى فيها الأستاذ كرمع و أتذكر صنائعه في هذا العبد المسكين الذي رضي بالإشراف على أن يكون معه فتخلى عنه ( تراي أمزح ياكرمع ) .. بس ولو تراك سحبت علي .
أما عن يومي الأول في الإشراف فظن شراً ولا تسأل عن الخبر ، حيث ثارت زوبعة أثارها بعض الأخوة و أنا حديث عهد .. ( رسالة على صندوق الوارد ) أحدهم يقول : ( الشرهة مهب عليك .. الشرهة على اللي يحطك مشرف .. اللي حطك هنا أردى منك ) .. ياااااهـ وش اللي ورطنا هنا ..
ترددت في الرد عليه ، و لكن جاءت طامة أخرى محت الأولى من بالي ، لأتعلم بعدها أنه لا يحسن الرد على كل أحد ، و أن الذي يُجاري بعض المخلوقات اللي مش كويسة .. هو مش كويس كمان ..
المشرف في ورطة حتى يتخلص من الإشراف ، لأنه يُدير و يعيش مع كل العقليات ، و يواجه كل الطلبات ، و يتعامل مع كل الفئات ، و يخضع للنقد من الكل ، و يقع على رأسه كم هائل من الاتهامات ، التي تنال حتى الشرف و العرض و القذف و عدم النزاهة ، و الحركات و البركات .. والله معين تجي البركات ..من بعض عديمي التربية و ممسوخي الخلق .
الإشراف في المنتديات المأهولة بالأعضاء ليس إلا سجنًا من السجون ، بل زنزانة كيئبة حسيرة ، معتقل للتعذيب النفسي و ياخوفي يصير في يوم من الأيام تعذيب جسدي ( كل شيء وارد ) ..
فاللهم فك أسرنا و تول أمرنا ، و لا تجعلنا قابعين فيها كما قبع بعض الناس عند بعض الناس .. أو كما قبع سعادة الحصني مبارك على كرسيه حتى تعفنت مؤخرته .
23 / 8 / 1427 هـ
هو اليوم الأول في الإشراف
.. و اليوم هو 23 / 8 / 1430 هـ
ثلاث سنوات ..
يارب ما نتعفنشي خالص ..
أخوكم / عبدالله .
في سواليف على الريق ..