أشكرك على هذه الأطروحة ، و أسأل الله أن يجعل هذا من الذب عن أعراض المؤمنين .. حماس ليست معصومة ، لكنها على طريق وعر ، تعيش تحت وطأة خذلان من أقرب الناس ، بل الأمر أكبر من الخذلان ، فقد تخطى مرحلة الخذلان ..إلى مرحلة العدوان ممن يُنتظر منهم النصر من صهاينة بأسماء عربية مسلمة مع كل أسف .
المآخذ الشرعية التي بينها البعض و قسوا على قادة حماس ، هي صحيح و لكن القسوة و تحذير الناس ، و نسف المشاريع الجهادية القائمة ليس منهجا معتدلاً ، بل هو منهج متشدد منقبض ، و الحق أن حماس أقدمت على تلك الأخطاء لما طال خذلانها ، و سكوت أهل العلم عن بيان ماينبغي عليهم ، حتى عاش بعض العلماء و بعض المتعالمين مواقف سلبية ، فقد كانوا في صمت طيلة الدهر ، بينما قادة هذه الحركة الجهادية يتساقطون واحداً تلو الآخر ، و بعض العلماء ساكتون يشاركهم في ذلك الكُتاب و المتعالمون ..
فلما ظهرت الأخطاء بسطت الألسُن ، و جردت الأقلام ، و استطال من استطال على هذا المشروع الجهادي العملاق ، و كأنه لم ينتهض على جماجم المخلصين من أبناءه ، و لم يعتلي على جثث أُزهقت من أجل هذا الدين .. نحن بحاجة إلى مشاريع موحدة يقول عليها النُخب المعروفة بالمصداقية و الأمانة ، و تحظى بالثقة من قادة ذلك الكيان الجهادي ، لتكون مرجعًا أو مُرشداً شرعيًا على أقل الأحوال .. و يبقي في النهاية التقدير و الموازنة لمن هم داخل أرض المعركة .
و مهما اطلعنا على أحوالهم و تابعنا أخبارهم فإنه ولا بد أن يعترينا النقص ، و غبش الصورة ، و لذلك لأننا في بيوتنا آمنين مطمئنين ، نتقلب في نعم الله عند وسائل التبريد و الترفيه ، بينما هؤلاء هم أهل الحدث و هم أدرى الناس بما يصلح لهم .
إن حماس تجاهد اليوم من أجل وقف الزحف الصهيوني الذي يُخطط بجد لاجتياح حدود بلادنا ، و استرداد خيبرهم في مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و جهادهم إنما هو من أجل أمتهم و من أجلنا و من أجل كل مسلم ، فليس من الإيمان أن يقابل جزاؤهم بالإحسان و خدمتهم بالنكران ، فهذا أراه من أعظم الخذلان .
ردي هذا كله عمومات في كل ما نره في أخوتنا في الدين من قادة حماس ، و أما التفاصيل فلها شأن آخر يطول جداً ..