[الزرياب الإبريز]

( 2 )
أصل فرض الصيام

أيها الأحباب . .
لم يكن الصيام واجبا في بداية الإسلام إذ أنه لم يفرض إلا في السنة الثانية من الهجرة النبوية
أي بعد بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما يقارب الخمسة عشر عاما .
قال الشيخ محمد بن عثيمين " وقد فرض الله الصيام في السنة الثانية إجماعا , فصام النبي تسع
رمضانات إجماعا , وفرض أولا على التخيير بين الصيام والإطعام , والحكمة من فرضه على
التخيير التدرج في التشريع ليكون أسهل في القبول , ثم تعين الصيام وصارة الفدية على من
لا يستطيع الصوم إطلاقا " أ. هـ . الشرح الممتع 298-299 / 6 ط دار ابن الجوزي .
والصيام في اللغة / الإمساك .
وفي الشرع / التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من
طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

س / متى يجب صوم رمضان ؟
ج / يجب صوم رمضان برؤية هلاله والدليل :
1 - قوله تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )
2 - قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيتموه فصوموا ) متفق عليه .

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله " علم منه أنه لا يجب الصوم بمقتضى الحساب
فلو قرر علماء الحساب المتابعون لمنازل القمر أن الليلة من رمضان ولكن لم ير الهلال
فإنه لا يصام لأن الشرع علق هذا الحكم بأمر محسوس وهو الرؤية .
وقال بعض المتأخرين أنه يجب العمل بالحساب إذا لم يمكن الرؤية وبه فسر حديث ابن عمر
رضي الله عنهما وفيه قول النبي عليه الصلاة والسلام ( فإن غم عليكم فاقدروا له )
وقال : إنه مأخوذ من التقدير وهو الحساب , ولكن الصحيح أن معنى اقدروا له
مفسر بكلام النبي عليه الصلاة والسلام والمراد به إكمال شعبان ثلاثين يوما )
أ.هـ . الشرح الممتع 301/6 ط / دار ابن الجوزي .
والمتتبع لحالنا في السنوات الأخيرة يجد أننا معلقين بين حساب الفلكيين ورؤية
الرائين فهؤلاء يدخلون الشهر وهؤلاء ينفون بل تجد أن بين الفلكيين
أنفسهم منازعات وردود حول دخول الشهر أو خروجه وصحفنا اليومية شاهدة
على تلك النقاشات التي قد تصل في بعض الأحيان إلى إلإتهامات وبين المطرقة
والسندان يقبع ذلك الإنسان الضعيف المترقب لإعلان دخول الشهر !!
فلا حول ولا قوة إلا بالله , اسأل الله أن يصلح أحوالنا . .


محبكم . .