هذا مقال أرسل إيميلياً من أخ عزيز فجزاه الله خير
قبل أن أنقل المقال اود التذكير بأساليب الخميني مع من ناصروه في ثورته من المغرورين من السنة فلما تمكن فعل بهم الأفاعيل وهذه حفيدته تستن بسنته وتقتل من جاهد معها في المعركة الأخيرة من الذين لم يترززوا في شاشات التلفزة راغبين بما عند الله نحسبهم كذلك والله حسيبهم.
أما المقال فهو جزء من ردة فعل العامة على ما اقترف ضالين حماس.
جريمة حماس في رفح
جمال سلطان - المصريون
افزعتني المذبحة التي ارتكبتها حركة حماس في رفح قبل أيام ، في مواجهة مسلحة مع تنظيم "جند أنصار الله" ، والتي انتهت بمقتل حوالي عشرين فلسطينيا بمن فيهم الدكتور عبد اللطيف موسى قائد الجماعة ، المشهد كله لا يصدق ، والكلمات التي صدرت في تبرير العملية بعد ذلك أكثر خطورة من العملية ذاتها ، لم أتخيل أن تجرؤ حركة حماس على اقتحام بيوت الله بالمدفعية والرشاشات وتقتل العائذين بها والمعتصمين بها لفرض السيطرة على كامل قطاع غزة كما يفعل أي طاغية مستهتر بحرمات الله وحرمة بيوته ، هل وصل ضعف الإحساس بالمسؤولية إلى هذا الحد ، أنا لا أناقش ما فعلته "جند أنصار الله" وأميرها الذي قيل أنه أعلن عن إمارة إسلامية في رفح ، لأن هذا الإعلان ـ إن صح ـ تصرف خاطئ تماما سياسيا ودينيا وينم عن ضعف الوعي السياسي لدى جماعته ، غير أن هذا الإعلان في النهاية هو إعلان رمزي من مجموعة تنتمي إلى شعب محاصر أصلا ولا يملك بكامله أي مقومات دولة حتى الآن ، فهو أقرب إلى "شو" سياسي يستحيل أن يتحقق على أرض الواقع ، وإن كانت هناك رغبة في وأده وتحجيم نزقه فإن هناك ألف سبيل آخر غير سحقه بالأسلحة الرشاشة وقتل النفس الحرام ، حماس التي تمرست على الحوارات طويلة النفس وعلى الوساطات كان يمكنها استيعاب المشكلة بعديد من الوساطات من داخل فلسطين ومن علماء أو خبراء أو رموز من خارجها ، وكان يمكنها في أسوأ الحالات أن تحاصر هذه المجموعة أياما وأسابيع ولو حتى أشهرا وتضغط عليها سياسيا وعسكريا حتى تجبرها على تصحيح الموقف والتراجع عن الإعلان الدعائي الذي قامت به ، لكن من الواضح أن غرور القوة أصبح مهيمنا على فكر قيادة حماس الآن ، كما أن مسلسل الغزل المتوالي في الأشهر الأخيرة مع بعض القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة يبدو أنه دفعها إلى ممارسة نفس السلوكيات التي كانت تعاني منها قبل ذلك أثناء سيطرة حركة فتح على القطاع والضفة ، حماس أهاجت الدنيا ولم تقعدها قبل عدة أسابيع عندما قامت سلطة محمود عباس في الضفة بمحاصرة بعض نشطائها في أحد المنازل وتصفيتهم وسحقهم بالسلاح تحت ادعاء أنهم يحملون سلاحا غير شرعي ويخططون لأعمال إرهابية ، وغضبنا مع حماس يومها وغضب ملايين المسلمين ، اليوم تمارس حماس نفس الجريمة مع المختلفين معها سياسيا ، بنفس الدعوى ، السلاح غير الشرعي والتخطيط لأعمال إرهابية ، وقد زاد المتحدث باسمها أن نسب الجماعة وقائدها إلى تنظيم القاعدة وأنها تتلقى التمويل من الخارج ، وكأن حماس تتلقى التمويل من الداخل ، ولعبة نسبة أي مختلف سياسيا مع السلطة أي سلطة إلى القاعدة هي لعبة هزلية للتودد إلى الإدارة الأمريكية ، ووصلت إلى حد المتاجرة السخيفة بها من بعض ميليشيات صومالية وعسكر موريتانيا ، فأن تلجأ حركة مقاومة وطنية إسلامية مثل حماس إلى استخدام هذا الأسلوب غير الأخلاقي في تشويه الخصوم فهو خصم كبير من رصيدها الأخلاقي والمعنوي لدى المتعاطفين معها في داخل فلسطين وخارجها ، وأتصور أن الجريمة التي ارتكبتها ميليشيات حماس في رفح بعثت برسائل خطيرة وسلبية للغاية إلى مجمل الخريطة التنظيمية والسياسية في فلسطين ولن تمر مرور الكرام وأخشى أن يكون قطاع غزة مقبلا على حمامات دم مروعة ، وحماس تعرف جيدا كيف يكون "الغضب العقائدي" واندفاعته وحساباته ، ولوقف هذا المسلسل المخيف أرجو أن تبادر الحركة إلى الإعلان عن لجنة تحقيق محايدة ومن أكثر من فصيل وتعلن نتائجها على الرأي العام وتعتذر للضحايا عن الدم الحرام الذي أراقته بكل سهولة ، حماس عندما انتصرت في غزة فإنما كان نصرها ثمرة انتصارات أخلاقية ومعنوية ودينية قبل أن تكون بقوة السلاح وحده ، وحماس اليوم قد تدخل في مرحلة تخسر فيها كل مقومات النصر لحركة مقاومة وطنية إسلامية ، لتصبح عبئا على فلسطين وقضيتها وشعبها.
__________________
إنّ روح البطولة لا تذهب من نفوس المسلمين إلا إذا ذهبت أرواحهم، إنّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد جعل كل واحد من أمته بطلاً على رغم أنفه. الشيخ علي الطنطاوي
|