للحوار أدب وسلوك ومبادئ ، كلها تنصب في قالب الحوار الهادف !!
وبما أن المنتديات تزخر بالحوارات لابد أن تدرك المعاني السامية للحوار ..
فالحوار فن قد لايتقنه كل أحد ..
كما أن الحوار ليس بالضرورة أن يكون نقطة إختلاف دائماً بل ربما يكون نقطة إلتقاء فكري للمتحاورين ولكن .. سرد الحوار بطريقة تفوق فكر المتلقي قد تحول الحوار إلى إختلاف .. وهذا مايحصل دائماً ..
وإذاكان الحوار نقطة إختلاف فإن الإختلاف لايعني النبذ والسخرية والتهجم بل والقذف !!!!!
فالإختلاف من يحسن إستغلاله يجعله أسلوب إستشارة ونقداً بناءً ، فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في مواقف عديدة ويحدث الإختلاف ولكن يثمر هذا الإختلاف بنتيجة ..
فهاهو كما روى ابن عمر يستشير صحابته حينماقدموا إلى المدينة عن كيفية الإعلام بوقت الصلاة ، فطرح بعضهم أن يتخذ ناقوس كالنصارى ، وبعضهم أشار بقرن كاليهود ، وطرح عمر أن ينادي رجل للصلاة ، فقال الرسول لبلال

يابلال قم فنادبالصلاة ) كماعند مسلم ..
هذه رائعة من روائع الصور لأدب الحوار ..
وبما أن بعض المتحاورين يسلب لبابه فيزمجر ويكتب مالايفقه فيقذف تلك !!ويسب هذا ويشتم هذا فهو لايفعل مايفعل إلا لإنه قد أمن جنابه وكما يقال (( من أمن العقوبة أساء الأدب ))
وللأسف توجد عينات من هؤلاء الشرذمة لم يتصدى لهم أحد لإيقاف مهازلهم !!
وكماقال عمر (( من لم يؤدبه الشرع لاأدبه الله )) ..
إذن الحوار يجب أن يبقى في السمو بصقله ونخله من ترهات الفكر المتخبط ..
وإلا فإنه سيبقى في الدنو حواراً ...لاعفواً .. ليس حواراً بل جدالاً وربما إتهامات
وتشويهات ..
ومن محاسن الحوار أن يكون إيضاح الخطأ بالدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة :
أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }
يقول سيد قطب
]( وبالموعظة الحسنة التي تدخل القلوب رفق وتتعمق المشاعر بلطف ، لابالزجر والتأنيب في غير موجب ، ولافضح الأخطاء التي تقع بجهل أوحسن نية فإن الرفق في الموعظة يهدي القلوب الشاردة ويؤلف القلوب النافرة ))
كما أن أسلوب التشهير والتجريح منهج ليس من السنة في شيئ
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كمافي سنن أبي داوود عن عائشة رضي الله عنها إذا بلغه شيئ عن أحد قال ( مابال أقوام يقولون كذا وكذا )
الحوار طريق الإنتاج فمن أحسن الحوار أنتج الأفكار البناءة والهادفة ..