بسم الله الرحمن الرحيم
" وَدَاع ــــاً رَمَض ـــــان !! "
خل الذنوب صغيرها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشا فوق أرض
الشوك يحذر ما يرى
لاتحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى
رمضان شهر انتصار الانسان ، انتصار على الشيطان ، انتصار على الشهوات
انتصار على السيئات ، انتصار على الغفلة والكسل ، انتصار على العادات السئية
الله رؤوف رحيم بعباده جعل لهم مواسم الخيرات يُسد فيها الخلل ويُكمل فيها النقص والزلل وترتقي فيها النفوس
لكن المؤسف والمؤلم . .
أنه عندما ينتهي رمضان تأتي الآهات قائلة :
"وداعا رمضان" والله لن ننساك فالحسرة إلى الآن في قلوبنا ، أتيت ورحلت ونحن لم نشعر بك مابين نوم وعمل . .
وآخر يقول :
"وداعا رمضان" والله حقا مضيت في لمح البصر ولم نستغلك كما يجب . .
وآخر يقول :
"وداعا رمضان" فالقنوات أنستنى العبادات وما شعرنا الا ويقال غدا العيد . .
لكني أقول :
الضيف بين يديك الآن ، فماذا أنت فاعل ؟
الفرصة التي قد تكون الأخيرة ، فماذا ستعمل لاستغلاله ؟!
اليوم نسبق الشهر للتذكير قبل أن نودعه ثم نتحسر على أوقات ضائعة من مشاهدات للقنوات الفضائية وتضييع للصلوات وأعمال تخدش الصيام وتنقص من أجره .
اليوم نسبق الشهر قبل الندم لأقول : جاء أغلى ضيف ، جاء من تتضاعف فيه الحسنات ، وتتنزل فيه الخيرات ، تفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النيران .
فما نوع الاستعداد لهذا الضيف ..؟؟
البعض منا والله أعد له قلبا لاهيا ومع الشيطان ساعيا ، كل همه ماذا سيعرض في رمضان !!
وآخرون .. بذكر الله منشغلون وإلى الله سائرون !! (جعلنا الله منهم)
أحبابي إخواني :
إنها والله ذكرى أذكركم ونفسي قبل الندم ، ياباغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر .
إننا في بداية الشهر ، والله فرصت قد لاتعود ، ذهبت على الكثير وهي أمامك سانحة ، فهل يسرك أن تخرج من هذا الشهر صفر اليدين ؟!!
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له )
ألا يؤثر فيك هذا ؟!!
فكر قبل الندم ، الضيف الغالي بين يديك الآن فماذا أنت فاعل ؟؟
أخاطب فيك عقلك الواعي ماذا أنت فاعل ؟؟ قبل الحسرة ..!!
أذكر نفسي قبل أن أذكركم . .
أخوكم : محب رؤية الرحمن