( 3 )
إخوتي الأفاضل ..
إن الموقفَ من كلِّ قضية من قضايا الإسلام محكومٌ بهذا الدين ، وتقريرُ مسائل الدين لا يتأتى إلا بالعلم . فمن أراد أن ينصرَ الإسلامَ ؛ فليتذكر أن الله جل وعلا هو من شَرَعَ الإسلام ! وهو أعلم بما يُصلح أمر الإسلام ! {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: من الآية216].
قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى : « مِنْ الله الرسالة ، وعلى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلَّم البلاغ ، وعلينا التسليم » .
ولا بدَّ لهذا العلم من حملة عُدول راسخين ؛ يفقهون مسائله ، ويدركون مراميه ؛ فينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين . وهؤلاء هم ورثة الأنبياء ، وحرّاس الدين ، وهم الأحقُّ بالأخذِ عنهم ، والاجتماع عليهم .
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
« لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم ، فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا » .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر » [صححه الألباني في صحيح الجامع].
وإذا تأملنا قليلا في حال المسلمين المعاصرة نجد أن مظاهرَ خللٍ كثيرة دخلت علينا بسبب التهاون بانتشار الأفكار الوافدة ، والإعراض عن أهل العلم الراسخين ، وخاصة فيما يتعلق بالحكم على النوازل الكبرى ، والقضايا الشائكة .
مما أوجد طوائف من الشباب تربت على تلك الأفكار ، فتبنت مناهج مخالفة لحقيقة الإسلام . يقول الشيخ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل - في كتابه رسائل ودراسات في الأهواء 2- : « إنَّ أكثر الذين اجتالتهم الشياطين وسلكوا طرق الغواية من هذا الصنف الذي يبدأ تحصيله العلم بالعلوم الفاسدة ، أو التي لا تنفع ، أو العلوم التي لا تبني العقيدة وأصول الإيمان والتوحيد فإنها مزلة .
ويشبه هذا مناهج بعض الدعوات الإسلامية المعاصرة التي تخالف نهج السلف ، أو فيها ما يخالف السلف في العقيدة أو المناهج ، فإنها يتربى عليها الشباب الناشئ فإذا كبر وأخذ العلم الشرعي وعرف الأدلة ، طوَّعها لمفاهيمه وقناعاته التي تربى عليها . حيثُ تربى بمعزلٍ عن العلماء والمشايخ القدوة ، فتأمل رعاك الله » .
قال تعالى : {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء:115]
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]
صفحة ناشر الفصيح
آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 31-10-2003 الساعة 05:50 PM.
|