مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 04-09-2009, 04:21 PM   #3
المستشار
عـضـو
 
صورة المستشار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: حولك
المشاركات: 7,887
الجزء الثاني :



قلت : قصة عجيبة .. !! وشي ؟
قال : خلنا نركب بالسيارة و نرجع لـ بريدة و أعطيك السالفة من الألف إلى الياء ..



واصلنا سيرنا إلى السيارة و كان صاحبي قد سلط نظره إلى هذا البيت
لم يمغض عينيه أبدا ً و لا .. لرمشة واااااااااااحدة ..

ركبنا في السيارة ...
و بدأ صاحبي بسرد القصة العجيبة حيث يقول :




أنا دائما ما أتردد إلى هذه المحلات لحاجة لي ، بين فترة و أخرى ..
و بالطبع فإنني أوقف سيارتي في المواقف القريبة من المحلات ..

إلا ذات مرّة ، قدمت السوق و كانت السيارات مكتضة فلم أجد مكانا ً
أوقف فيه سيارتي ، فشاء الله سبحانه و تعالى أن أدخل إلى هذا الشارع
الصغير داخل الحارة ،،،،







أوقفت السيارة ..
فتحت الباب ...
أنزلت قدمي الأولى إلى الشارع ..


جاءني شعووووور غريب ..
و إرتياح ٌ جدا ً رهيب..

أنني منذ أن فتحت باب سيارتي إرتحت راحة ً نفسية ..
ما ارتحت لها من قبل ..


أطلقت لبصري العنان ..
فجال بصري ذات اليمن و ذات الشمال ..
إنه شارع ضيق ضنك ..

فما هذا الشعور الذي إنتابني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ما القصة ؟؟


إنني و جدت نفسي تنساق للنظر إلى ذاك المنزل الصغير ..

إنه منزل صامت ..

ولكنه يروي لي ألف حكاية و حكاية ..


إنني من أول نظرة إلى هذا البيت شعرت بالراحة ..

لا أخفيك سرا ً ، أنني أحببت هذا الشارع ..

بل أحببت هذا البيت ..


لكن ما السر ؟؟



و ضعت يدي على خدي و طفقت أجول في خيالي داخل هذا المنزل ..


تخيلته ، لشيخ طااااااعن ٍ في السن ..
و تسكن معه عجووووزهـ الطيبة ، صاحبة الدين و الطاعة ..





و تخيلت ..

.
.
.

أن معهم في هذ المنزل ، [ بنتا ً ] كأجمل البنات ..
أو قل ، كأحلى من القمر ليل تماااااااامه ..




ساقني الخيال ..
لأن أتقدم لهذا الشيخ الكبير ..
و أطرق بابه ، و أحتسي عنده من القهوة شئيا ً يسيرا ً ..
و أعرفه بنفسي ،، حسبي و نسبي ..
فأطلب منه هذه الفتاة الجميلة ..



و بما أن خيالي واسع ..


فلقد تزوجتها ،، و دخلت بها ..
و أصبحت زوجة ً ثانية لي ..
فبعد أن أرجع من حاجتي من المحلات التجارية ..
أدخل في بيتي الثاني ، و إلى زوجتي الثانية ..



و يستمر الخيال ..
أكثر و أكثر ...



حتى أفقت من هذا السراااااب ..
و تعوذت بالله من الشيطان الرجيم ،،

و أنزلت قدمي الأخرى للشارع ..
و اغلقت باب السيارة ، و ذهبت مسرعا ً لحاجتي للسوق ..
و لكنني مع كل أربع خطوات أمشيها ، ألتفت مرة ً واحدة ..
و أنظر ذلك المنزل ..
و تلك النافذة العلوية .. !!



إنني أحببت تلك النافذة ..
و سألت نفسي ، و لما هذا الحب ؟
فقد لا يوجد أحد ُ ُ في هذا المنزل ..
أو قد يكون المنزل ، سكن عمال .. !











إنتهيت من حاجتي المعتادة في السوق ..
و خرجت منه ، إلى الشارع العام ، ثم قطعته ، و دخلت الحارة ..
ثم عاد لي الشعوووور .. بأعظم من ذي قبل .. إنه الحُب .. !



ما أن دخلت هذا الشارع الضيق ..
إلا و شعرت بفسحة كبيييييييرة في داخلي ..
لم تبرح عيني عن هذا المنزل ..


و صلت إلى سيارتي ..
و لم أستطع أن أركب ،،
ظللت واقفا ً حاملا ً أمتعتي بيدي ..
و أنا أتخيل نفسي أفتح هذا الباب ..
و أدخل فيه ،،




حتى كلّت يداي من حمل الأمتعة ..
تذكرت أنني لازلت واقفا ً ..
ركبت سيارتي و رجعت إلى بريدة ..




و الخيال يزاداد ..
إلى أن شككت أنه حقيقة و اقعه ..


فحب ذلك المنزل ..
بل تلك النافذة ..
جرى في عروق قلبي جريا ً سريعا ..




ترى ما السر ؟










و في الغد ..
ما طاب لي عيش أو منام ..
و لم يهنأ لي شراب أو طعام ..



فأنا أصبحت كثير التفكير في ذالك السر ..
كنت أفكر فيه في كل دقيقة تمر علي ..


و لا تسألني عن الإشتياق إلى ذالك الشارع الضيق ..
إنني أحبه حبا ً عظيما ً .. فإنه كان مسرح القصة ..


هذا اليوم ،
كان أطول أيامي على الإطلاق ..
فكيف أذهب إلى ذلك الشارع ؟ و ليس لي حاجة في السوق اليوم ..
و تصبرت .. و تصبرت..


حتى أحتجت أن أذهب إلى السوق في عنيزة بعد عدة أيام قلائل ..




ركبت سيارتي ..
توجهة مسرعا ً إلى عنيزة ..
دخلتها ، بأعجب ما تكون السرعة ..
ناهيك عن خفقات قلبي فكانت هي الأسرع ..


أردت أن أقف كالعادة في مواقف السوق ..
لم استطع الوقف فيها رغم وفرتها ..


إن الشوق ..
كان يحدو بي إلى ذالك الشارع الضيق الضنك في نظرك ..
و الفسيح في أنياط قلبي ..


ثم دخلت الشارع ، باحثا ً عن مكان أوقف فيها سيارتي ..




يتبع .
__________________
.








.

آخر من قام بالتعديل المستشار; بتاريخ 04-09-2009 الساعة 04:28 PM.
المستشار غير متصل