05-09-2009, 03:54 AM
|
#55
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: حولك
المشاركات: 7,887
|
الجزء الثالث
ثم دخلت الشارع ، باحثا ً عن مكان أوقف فيه سيارتي ..
إنشرح صدري ، و اتسع لـ عنيزة و من فيها ..
و ارتسمت البسة على و جهي ..
دقات قلبي كانت تخفق بكل ما أوتيت من قوة ..
حتى خفت على أضلعي أن تنكسر ..
هذه المرة لم أقف أمام المنزل ..
بل تجاوزته كثيرا ً لكي تطول علي ّ مدة قطع هذا الشارع ..
و لكي أكحل عيني بمشاهدة هذا المنزل ..
مسمرا ً عيني على هذه النافذة المضيئة ..
أنهيت حاجتي من السوق سريعا ..
ثم عدت إلى سيارتي عابرا ً ذالك الطريق ..
و هكذا ..
لم تزدني الأيام إلا شوقا ً ..
و لا الأسابيع ُ إلا عشقا ً ..
إستمريت على هذه الحال ..
يوم و يومان ..
أسبوع و أسبوعان ..
و مر بي الشهر و الشهران و الثلاثة ..
فلم أعد أقف عند السوق إطلاقا ً ..
إنني زهدت بمواقف السوق كلها ..
إنني لا أوقف سيارتي إلا أمام ذلك الباب ..
إذا كنت في ذلك الشارع فإنني أقارب بين خطواتي كي لا ينتهي بسرعة ..
و إذا كنت في السوق أباعد بينها طويلا ً طويلا ً كي أصل إلى الشارع المحبوب ..
و أكحل عيني بتلك النافذة الجميلة ..
الأمر لم يتوقف هنا ..
بل ..
بدأت أتردد على عنيزة يوميا ً ...
نعم ، يوميا ً .. السبت ، الأحد ، الإثنين ... الخ
أحيانا ً أذهب من أجل السوق ..
و غالبا ً ما أتحرك من منزلي في بريدة قاصدا ً عنيزة ..
ثم أتوقف امام هذا الباب برهة من الزمن ..
ثم أعود إلى بريدة من غير أي حاجة لي في عنيزة ..
إلا أن أنظر لهذا الباب ..
و كان ذلك يوميا ً.. يوميا ً .. يوميا ً. .. !
أمر على الديار ديــــار ليلى = أقبل ذا الجدار و ذا الــجدار
و ما حب الديار شغفن قلبي = و لكن حب من سكن الديار
و قال آخر ..
الحب قطع قلوب البعارين = حتى الحمير السود يلعن جدفها 
و استمريت ..
الأربعة أشهر و الخمسة و الستة و السبعة و الثمانية ..
وقد يكون لي في بعض الأحيان أشغال في ( الرّس ، أو البدائع )
لا أستطيع أن أذهب إليهما إلا بعد أن أدخل عنيزة و أقف عند ذلك الباب ..
ثم أذهب إلى الرّس أو البدائع .. !!!!!!!
و كنت كذالك ..
حتى مر بي العام ..
و أتممت السنة ..
بـ حرها و بردها ..
متردداً على ذلك الباب ..
عاشقاً و متيما ً له و لمن فيه ..
ضاقت علي نفسي ..
فلم أعد أقوى على هذا العشق ..
لقد دق جسمي و بان عظمي ..
ثم أصريت على أن أعرف صاحب هذا البيت ..
و من الذي يسكنه .. و ما سر إنجذابي له ؟؟
عقدت العزم على أن أتقدم لخطبة من فيه ..
و ليكن ما يكن .. فإنني ما عدت أطيق هذه الحال ..
و لكن كيف لي أن أعرف صاحبها ..
فأنا لا أعرف أحداً من عنيزة .. !
ثم هب أنني عرفت أحدا ً ..
ما ذا أقول له ؟
هل أقول أنني عاشق لنافذة علوية ؟
أو أقول أنا عاشق لسراااااااااب ؟
حتما ً سيبصم بأنني مجنون ..
و إذا كان حبي لك ِ جريمة ..
فليشهد التاريخ باني مجرم ..
!!!
ثم ّ ، هل لو افترضنا أن في هذا المنزل فتاة جميلة ..
هل أستطيع أن أتزوجها ، إن ( إختلف الخط بيننا ؟ ) ...
كلما ذهبت لـ عنيزة لكي أسأل عن صاحب المنزل ..
أتردد كثيرا ً.. و لا أدري من أسأل و ماذا أقول .. ؟؟
و استمريت قرابة الشهر و النصف .. !!
و أنا أفكر كيف أسأل عن صاحب هذا المنزل .. ؟؟
حتى و جدت فكرة ً مناسبة .. !!
يتبع ..
__________________
.
.
|
|
|