قصتي مع أمل مستقبلي
تمنينا أن لم يكن في الحياة نهاراً يقطع وصالنا
تواعدنا على أمور كثيرة
ورسمنا لحياتنا لوحة زيتية بريشة آمالنا ومرادنا الأبدي
حتى صرنا اسعد الخلق كلما نظرنا إليها
ولكن أنبأنا الزمان بأن ألوان اللوحة لن تجف قبل أن أكمل دراستي
وفعلاً … مررت بسنوات دراستي راكضاً
ومن هبوب رياح ركضي جفت ألوان اللوحة الزيتية
وضعنا اللوحة في مكان مزين في بيت والدها ودعوناه ليقص شريط احتفالنا بعرض لوحتنا الزيتية على الملأ
فلما أعطيته المقص ليقص
أخذه والدها ثم التفت إلي قائلاً : بني هذا مقص ليس بحادٍ !
فلن يستطيع قص الشريط
فقلت : دعنا نجرب
فقال: فتاتي ليست محلُ تجارب ؛ هل لك أن تخبرني كيف ستصرف عليها ؟ وتعيلها ؟ ويكون لكما منزل خاص ؟ وتستطيع أن تسعدها وأنت لم تكوِّن نفسك بعد ؟
فقلت له : لقد رسمنا لوحة حياتنا بألوان طبيعية ، ولم نشأ أن نخلطها بماديات مصنعة 0
فقال : بني … زمن الطبيعة رحل بلا عودة ….. فدعك من كلام الأدباء ، وفلسفة الأشقياء ، فأنت بلا مال عارٍ من كل شيء إلا جلدك 0
فتوسلت إليه أن ينظر بكلتا عينيه للوحتنا الزيتية
لكن ماذا تأمل من عيون أُغشيت بزخارف الحياة المقيتة؟
فأُسدلت ستارة الحفل وشريط افتتاح لوحتنا لم يقص
تلمست المقص بعدما انصرف الحضور
فوجدته أحد من السيف
فقلت في نفسي : لمَ …لم يرى الآخرون ما أراه ؟
أأنا الأعمى أم هم ؟