[ايـ ق ـاع الزم ـن]

.
الوقفة الرآبعة
.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(135) ﴾ .

.
.
أمر من الله تعالى بالعدل وأداء الشهادة لله والإخلاص له ولو كان هناك ضرر مترتب على هذه الشهادة على نفسك او على والديك او الاقربين فلا تراعهم فيها فالله يرزق من اخلص له وسيجعل له فرجاً ومخرجاً ولاترعاه لغناه او تشفق عليه لفقره فالله يتولى الجميع ولايحملكم الهوى والعصبية على ترك العدل في أموركم وشؤونكم بل الزموا العدل على آي حال , ولاتحرفوا الشهادة او تعمدوا الكذب فيها ...
.
ومن ذلكـ ظلم الأزواج لزوجاتهم , وظلم أهل الأزواج لزوجات أبنائهم لو كنَّ بناتهم مارضوا لهن بهذه المعاملة من قبل اهل ازواجهن ولا من قبل أزواجهن.. وكذلك الظلم الذي يقع على الموظفين وعلى الخدم ; لماذا يكره الناس التعدد ؟ لماذا تفضل أن تطلق عن أن تكون امرأة ثانية ؟ لأن الناس ما رأوا عدل الإسلام رأوا انحياز الزوج للجديدة وإهماله للقديمة ، ما رأوا تعدداً عادلاً رأوا تعدداً ظالماً , وكذلك في التجارات والغش فيها وهذا من اشد مايعاقب الله عليه...
.
وهذا العدل ليس فقط مع المسلمين بل مع كل أهل الأديان وأهل الأرض جميعاً لأنك أنت حاملٌ لواء الإسلام في كل أصقاع الدنيا ومن أظلم الظلم أن تظلم دينك الذي تدين به بإسائتك له...

.
.
لذلك قال بعض العلماء :إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة ، قال بعضهم أيضاً : الدنيا تصلح بالكفر والعدل ولا تصلح بالإيمان والظلم .
.

.
-----------------------------------------------
* المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير...


*تفسير (مسموع) محمد راتب النابلسي....