الـرِسَــالـة ..
أغلق باب غرفته .. وسار بخطوات بطيئة متجهاً إلى سريره .. قلَب الظرف ليقرأ العنوان على ظهرهِ .. ! ولكن لم يجد ما يعينه على معرفة ماهيّتها .. فتحهُ بعجالة .. فوجد به عدة أوراق كُتب ما بها باللون الأسود .. مرقّمة بالترتيب .. وضع بقية الأوراق على جانبه .. وبدأ بقراءة الورقة الأولى :
ذرفت مشتعلة على خدّهِ الأيسر دمعة نَدم .. هدأ قليلاً ثم ابتسم ابتسامة القبول .. قام وصلى ركعتين ثم دعا الله سبحانه وتعالى ، وبعد عدة أيام دخل موسم الحج وكان وليد فرحاً مسروراً بذلك .. قام بتجهيز كل ما يحتاجه الوصول إلى الأرض المطهرة مكة المكرمة .. وفعلاً يسّر الله له سبل السفر والحج .. اتصل بي شخصياً بعد ساعة من سيرهم وأخبرني بالحادثة كلها .. وصُعقت لما سمعت من هوله ..
المُرسل هو رجل الهيئة الذي عرف منزل وليد بعدما سأل أصحابه .. وأعد له الرسالة ثم أرسلها كما أرسلها .. وكانت سبباً في هداية وليد .. بعد أن كان تفكير وليد الصحيح سبباً في هدايتهِ لنفسهِ ..
عاد وليد بعد قضاء فرضه .. تائباً إلى الله .. ممزقاً كل ورقة تدعوه إلى الذكريات الأليمة .. الذكريات الشيطانية الشهوانية .. رامياً أصحابه جميعاً إلى الوراء .. موجهاً بصره إلى الأمام .. عاملاً بقول الله تعالى : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) ..
بعد فترة يسيرة بنى عش حياته الزوجية .. وبدأ مشواره الحقيقي في الحياة .. وأخبرني بذلك وسُررت بعد أن هطلت دمعة لم أُخبرهُ بها .. هطلت من أجل اختياره الصائب .. وقراره الصحيح .. وتوبته و اتخاذه القرءان سبيلاً ..
والآن .. لم أرى وليد منذ عدة سنوات .. ولم أسمع صوته منذ سنة تقريباً .. وفقه الله وإيانا .. وتاب علينا وعليه .. وأرانا الحق حقاً ورزقنا إتباعه .. والباطل باطلاً ورزقنا اجتنابه .. * * *
في النهاية :
من يقول أنا لها ويعلنها صريحة خارجةً من قلبه بكل معانيها .. !!
* * *
استمع للحظات فقط .. ثم اذهب 
[RAMS]http://m0hadrat4.islamcvoice.com/a517.ram[/RAMS]
كان معكم د / ماسنجر ..
وُدِّيْ ووُرودي إليكم ..
وشكراً لانتظاركم ومتابعتكم ..
ومعذرةً على الإطالة والأخطاء .. 
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
آخر من قام بالتعديل د / ماسنجر; بتاريخ 07-09-2009 الساعة 05:55 AM.
|