تجارة التمور في مأزق خطير
تجارة التمور في مأزق خطير ببلاد النخيل
السعودية تضم قرابة 23 مليون نخلة من 100 مليون نخلة في العا
دبي – العربية.نت
دعا مستثمر سعودي وزارة الزراعة إلى إيقاف دعم زراعة النخيل وتحويل الدعم إلى تصدير التمور باعتبارها منتجا وطنيا يحتل مكانة متقدمة في اقتصاد المملكة، ويستحق أن يأتي بعد البترول مباشرة، خاصة أن السعودية تضم قرابة 23 مليون نخلة من 100 مليون نخلة في العالم.
وطالب تاجر التمور السعودي ومدير عام مصنع هضيم للتمور والتسويق الزراعي عبد العزيز عبد الله التويجري أن تضم السفارات السعودية في الدول الغنية ملحقا تجاريا متخصصا في تسويق التمور مثله مثل الملحق المتخصص في شؤون البترول. وأكد أن دعم الصادرات ضروري لمدة سنتين وبعدها يمكن ترك المصدرين وحدهم في السوق العالمية، مشيرا إلى أنه يوجد تصدير حاليا إلى بريطانيا وفرنسا وسنغافورة وماليزيا، لكنه مازال بالحد الأدنى. وذكر أن تجارة التمور السعودية تجاوزت 9 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، وأن الصادرات تحتل أهمية قصوى لكن لم يتم دعمها بالشكل المناسب. وكشف أن تجارة التمور وزراعة النخيل في السعودية ستقع في مأزق خطير بعد 3 سنوات أو4 سنوات، إذا لم يكن هناك تدخل حكومي وتكاتف من التجار، مشيرا إلى أن تجارة التمور لم تستغل حتى الآن في الصناعات التحويلية. وقال في حوار مع جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية إن هناك زيادة في إنتاج التمور بمعدل سنوي أكبر من الزيادة في الاستهلاك، مشيرا إلى أن ما زرع من نخيل في السنوات الثلاث الماضية يعادل ما زرع في الـ 20 سنة التي سبقتها، وإلى أن تجارة التمور واعدة ولم تصل إلى 30 % من حجمها الطبيعي لأنه توجد منتجات هائلة من التمور لم تستغل حتى الآن في الصناعات التحويلية مثل الجليكوز والخل والمنتجات المخصصة للأطفال. وأضاف أن المشكلة الآن ليست في سوسة النخيل لأنها بدأت بالانقراض، ولكن تبقى المشاكل الأهم في زراعة النخيل متمثلة في الثروة المائية، داعيا المزارعين أن يتريثوا قليلا في عملية الزراعة، لأن الإنتاج سيصل بعد سنتين إلى مليوني طن، بينما الاستهلاك يتراوح حول 500 ألف طن، وبالتالي فإن الفائض 3 أضعاف الاستهلاك. وأشار إلى بعض المعوقات حيث مازالت عملية زراعة وجني وتصنيع التمور تقليدية نوعا ما، إذ لم تدخل التقنية إلى الآن في جني المحصول، وما زالت هذه العملية والتحكم في الجودة تخضعان لاجتهادات المزارعين، وإلى الحاجة إلى مراكز أبحاث نخيل على مستوى عال ومرموق لأنه لا يوجد سوى مركز واحد في الاحساء وهو يقوم بدوره إلا أنه لم يصل للدور المأمول. وقال إن هناك خطوات مطلوبة من جميع الجهات، فعلى المزارعين أن يقننوا عملية الزراعة وأن يتوقفوا عن الزراعة مؤقتا لأنهم قد يكونوا أول المتضررين من هذا الكم الهائل، وعلى المصّنع أن يهتم بتمور التصدير وبفن التغليف والمنافسة عالميا، لأن السوق المحلي متشبع وعلى وزارة الزراعة أن توقف دعم الزراعة وتحول هذا الدعم إلى دعم التصدير. وعلى الخطوط السعودية أن تقدم خصما في عملية شحن التمور.
|