:::: المحطة الرابعة ::::
[ اعتماد الإشراف ]
إنه لم يخطر ببالي لما دخلت هذا المنتدى أول يوم قبل ما يربو على خمسة أعوام أنني سأكون ذا اسم قد طُليَ باللون الأزرق ، ليُطلق الناس عليّ لقب ( المشرف ) الذي يرون من خلاله رمزاً من رموز التشريف ، وهو في الحقيقة يعني لي تكليفًا عير عادي ، و حملاً ثقيلاً يستوجب الأمانة مع القوة مع الحزم مع السياسية .. خليط صعب من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها صاحب المهنة .
لقد كانت رسالة الأستاذ الحبيب ( بريماكس ) تناقشني في أمر أرفضه تماماً ، وهو أن أحتل المكان الذي سيُصبح شاغراً بعد الأستاذ بريماكس ، أخذٌ و ردٌ قوبل بالرفض التام الذي لا نقاش فيه كما أسلفتُ لكم ، لأن القناعة بأن أكون مشرفًا غير متحققة نهائيا . طال النقاش و طال السجال في تلك الرسائل حتى أيقن أستاذي بريماكس بأنه لا فائدة من صاحب الرأس ( اليابس ) كما يقولون . و انتهى الأمر على خير .
بعد السكوت عن هذا الأمر تفاجأت ذات يوم بوجود موضوع في الساحة لأحد محسني الظن ممن لقيته فيما بعد و عاتبته على إشعال فكرة الإشراف لي مرةً أخرى ، وهو العضو الحبيب ( أمير الألماس ) الذي طالب الإدارة بجعلي مشرفاً و حرّضها أيما تحريض ، ليكون الرد الأول في ذلك الموضوع من الأستاذ ( بريماكس ) الذي قال : من يأتينا به و له حمل بعير ..!
ياتُرى هل أنا شارد ، أم بضاعة مسروقة ، أن مفقود عزيز ..؟ دعوني أكمل و أخبركم بما جرى :
نُقل موضوع أمير الألماس عن الأنظار في الساحة المفتوحة ، و إلى قسم المساعدة و الشكاوى ، لأتفاجأ بإضافة ماسنجرية من عميد الساحة و أديبها ( كرمع ) ..؟ يالله .. كرمع بزاته عندي ؟ إنه كرمع الذي أجبرني على الإشراف بعد نقاشات دامت يومين على هيئة فترتين صباحية و مسائية ، إلا أن الأستاذ كرمع كان ذا جلد ، و أعتَرِفُ أنه كان (أيبس) منِّي رأساً ..!
حيث وافقت على مضض شريطةَ أن ألقاهـ دومًا بجانبي معينا وواقفا مسانداً حتى كتب أستاذنا كرمع موضوعًا بهذه المناسبة بعنوان (
الصمصام ابسط يدك حتى نصافحك ) :
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=64508
و هذا الموضوع أعتبره وسام شرف لي ، و لكن الأستاذ الفاضل بعد هذا الموضوع هرب و ورّطني في الإشراف المليء بالمآسي و النكد منذ أول يوم فيه . دعونا ننتقل في تخطٍ يسير إلى ديوانية بريدة ستي الثانية و في ليلتها الأولى التي كانت أمسية لفرسان الكلمة من الشعراء .. في تلك الليلة دخلت الديوانية قادمًا من الرياض لأزور أحبابي و أشاركهم برنامجهم و أُرفِّه عن نفسي و أغيّر من جوِّ الرياض الصاخب إلى نسائم الريف في ضواحي بريدة ، و تحديداً في الطرفية ..
دخلت مقر الديوانية لأجد الهُمام الهمّام إبراهيم اليوسف يصعقني بخبرٍ و طلبٍ ، أما الخبر : فهو عدم وجود من يُقدّم للشعراء ، و أما الطلب : فهو أن أتقدم و أمسك باللاقط مُحييا تلك الليلة الشعرية العذبة ..!
يالهوي .. مافيه غيري يعني .؟
كانت تلك الليلة هي الليلة الأولى التي أرى فيها الأستاذ كرمع الذي جلست بجوارهـ مُقدمًا ، جلست و أنا أتذكر صنائعه في هذا العبد المسكين الذي رضي بالإشراف على أن يكون معه فتخلى عنه ( تراي أمزح ياكرمع ) .. بس ولو تراك سحبت علي .
أما عن يومي الأول في الإشراف فظن شراً ولا تسأل عن الخبر ، حيث ثارت زوبعة أثارها بعض الأخوة و أنا حديث عهد .. ( رسالة على صندوق الوارد ) أحدهم يقول : ( الشرهة مهب عليك .. الشرهة على اللي يحطك مشرف .. اللي حطك هنا أردى منك ) .. ياااااهـ وش اللي ورطنا هنا ..
لا أخفيكم أنه أصابني من الكدر و الضنك ، لأنني ولا بد أن أكون طرفًا في هذه الشرارة المشتعلة ، و التي كان فيها خطأ مشتركاً ، و كانت حائراً بين خصمين محبوبين لدي - و أُقحمت في صفِّ أحدهما - تجادلا جدالاً يُزعجني كثيراً ، و علمت أن القادم سيكون مرّ المذاق على قلبي ، و معكر الصفو لدماغي السليم من هموم الإشراف القليلة في عددها لكنها مزعجة لي لأني لا أحب إلا الأجواء الصافية النقية من كُل جدال عقيم ، فكيف يكون الحال إذا تذكرت أن تلك الخصومة بين أحب الناس إلي ، و لهما في القلب مكان كبير .. كانا و لا يزالا ..
و تفاصيل الموقف في محطتنا القادمة ..
أتمنى أن أكون ممتعًا ..
