بسم الله الرحمن الرحيم

الفلكي الدكتور الدكتور خالد بن صالح الزعاق الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وعضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة ، من القلائل الذين يُصدر عن آرائهم في القضايا الفلكية ، و هو يعتبر من أرباب هذا الفن في منطقة القصيم ، و كم استفدنا منه في أطروحاته و تقاويمه التي ينشدها الكثير من الناس ، حتى راجت لدى الأغلبية و صارت مطلبًا لدى فئات من المجتمع على اختلاف أعمارهم .
إلا أنه لا أحد يسلم من الخطأ ، و التنبيه مطلب لا سيما إذا شاع و أُذيع بمباركة من صاحبه ، فبعد اطلاعي على جريدة الرياض يوم أمس الخميس 20 رمضان 1430هـ العدد 15053 ، لقيت الدكتور خالد الزعاق يُجدد ما سبق و أن انتقدته فيه أمامه في ديوانية بريدة ستي الأولى و ذلك في مداخلة لي ، حينما حل ضيفًا في تلك الليلة ، و أفادنا في تلك الأمسية ، و كان لطيفًا في إجاباته و تعامله .
لفت انتباهي الخبر المنشور في جريدة الرياض حيث يقول :
الزعاق ل«الرياض»: رمضان 29 يوماً والأحد 20 سبتمبر أول أيام العيد ..!
أنا أعلم أن الذين يُنادون بإقامة الحساب الفلكي في دخول الشهر يبتغون بذلك توحيد الأمة على شيء واحد ، و أنهم يؤمنون بجدوى هذه الطريقة التي يتبنونها ، و لكن هم بتلك المشاغبات الإعلامية التي تنشر بمباركة من الصحف و البلبلة التي يُحدثونها يُفرقون فيها أبناء الوطن من حيث لا يشعرون ، و الوطن هو الذي أسس هيئة شرعية و جعل قولها الفيصل في دخول الشهر و خروجه ، لأن هذه المسائل متعلقة بعبادات و أحكام شرعها الله تعالى .
فلماذا لا يُترك المجال لمجلس القضاء الأعلى يُحدد متى يوم العيد حسب ما يُختار وفقًا لما أمرت به الشريعة ، لا سيما و أنها الجهة التي خوَّلها الحاكم للبتّ في هذا الأمر ، و لنفرض جدلاً أنها جاءت على القول الخاطيء في هذه المسألة ، فإن حكم الحاكم يرفع الخلاف لما يختار أحد القولين ، و إبقاء البلد مجتمعين على هذا القول أولى من البلبلة و اللغط الذي يتكرر كل عام ، و العتب على الصحف في نشره بلا حكمة و لا تقدير لما يترتب بعد ذلك ..
و كم سمعنا من يُصرّح و يجزم بدخول أو خروج الشهر في اليوم الفلاني ، ثم تأتي الأيام على غير ما أنبأ به ،
و هذه فضيحةٌ يُفتن فيها بعض الفلكيين في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يخجلون ولا هم ينتهون ..!
و هذه القضايا ليست محل اهتمام في تفاصيلها من جميع الناس و كافة الشرائح ، و إن كانت نتائجُها تتعلق بجميع الناس .. و إذا كانت هذه القضايا محل اهتمام من قبل البعض من فلكيين و فقهاء و قضاة ، فإن على الفلكيين أو غيرهم ممن يُريد توحيد الكلمة أن يعقد اجتماعاتٍ مع لجانٍ منتخبة من المختصين و أصحاب القرار بشكل منظم لتأكيد جدوى رأيه ، و إقناع أهل الهيئات بصواب صنيعه ..
و ما عدا هذا الأسلوب الحضاري ، فهو مجرد بلبلة و شنشنة تقوم قبل رمضان و بعد رمضان ( في العيد ) في كل عام ، و لا يُناسب أبداً أن تروّج في الصحف ليقرأها كل أحد ، لأنها و إن كان في طيّاتها ما يدعوا لوحدة الأمة و تماسكها ، فإن فيها ما يفُرق الوطن و يزعزع تماسكه ، و أنا لم أنشر هذه الكلمات إلا بعد أن نُشر كلام الدكتور خالد الزعاق في صحيفة الرياض ، مع اعترافي بفضله و مكانته في علم الفلك .
أسأل الله أن يوفق الدكتور خالد لكل خير ، و أن يبارك في جهوده .
كتبها أخوكم / عبدالله بن عبدالعزيز العزاز