[اليراع الأبيض]

لا أنسى الشيخ محمد العوضي عندما استضاف أحد الملحدين ـ كان مسلماً ـ و لا أعلم أهو تائب أم لا لكن الشاهد أنه اتصل أحدهم ثم قال عبارة أعجبني معناها لا أذكرها نصاً لكن أذكرها بالمعنى ( أن هناك من كانت تربيته في الظاهر و لم يربى قلبه ) أي أن المربون من الوالدين و غيرهم نجد اهتمامهم بمظهر أولادهم و قل أن يهتموا بمخبرهم فنشأ منهم من تأثر بالبيئة المحيطة ظاهرياً و لم يتأثر باطنياً فنجد تأثير ذلك عليهم عند تغير البيئة المحيطة بهم فتموج بهم الشبهات .

ثم يا أختي أيقاع كثير ما نقع في هذا الإشكال و هو أن المجتمع جعل من المستقيمين هم من تجب عليهم أحكام الدين و لا يجب أن يذنبوا أبداً ثم نهمل الإخوة الأعزاء ممن هم غير مستقيمين و كأن أحكام الدين حكراً على من أطال اللحى و قصّر الثياب وكان من رواد الحلق أو ممن اتخذت حجاباً كاملاً و سترت نفسها , لا أهون أبداً من شأن الغيبة و النميمة و الحقد و غيره و لكن هؤلاء المستقيمين هم كغيرهم بل إني وجدت ممن يصنفهم المجتمع أنهم غير مستقيمين من هو أعلم بالدين من كثير من فئة المستقيمين .

أما قولك أنهم يزدرون الغير مستقيم و ينفرون منه فأنا رأيت ذلك في السابق ـ أقصد النفرة من غير المستقيمين ـ وعذرهم أنهم يخشون التأثر بهم و لكن في الوقت الحالي و لله الحمد فقد زالت تلك الأمور و اتخذوا أسلوباً أفضل مما كانوا عليه و ربما بقيت في قلة قليلة لا تمثّل المجتمع ثم لننظر من الجهة الأخرى أختي الكريمة أي من جهة غير المستقيمين , أليس بينهم من ينفر من المستقيمين و ذلك بسبب أنه يرى أنهم يقيدون حريته و يقطعون عليه متعته مثلا ( التدخين , الأفلام , الغناء ...إلخ ) ؟

لست هنا لأقف في صف المستقيمين أو غيرهم ـ مع أني أوافقك في كثير مما ذهبت إليه ما دامت هذه نظرة المجتمع ـ و لكن القصد من ذلك أن أظهر لك الوجه الآخر أو محاولة بسيطة لتمثيل الرأي المخالف حتى تكون الصورة أوضح و الحكم يكون وسطاً ,

فوجهة نظري أن هذا الأمر يعاتب فيه كل مسلم دون تصنيف أو استثناء و أن ندرك أن ليس كل مستقيم عالم كما أنه ليس كل غير مستقيم جاهل وذلك يعني أن يكون العتاب موجهاً لكلا الطرفين لأن أمر الغيبة ـ مثلاً ـ معلوم حرمته عند الجميع فعندما أطبق سنة أو أفعل واجباً لا يعني ذلك أن تسلط الأنظار عليّ لأني إلتزمت بأحد الواجبات أو السنن , لذلك علينا أن نصحح الأساس و هي أفكار المجتمع لا أن نتجه للفروع .

!عذراً قد يكون الرد مبعثر قليلاً و ذلك محاولة لاختصار القوللا أطيل في الرد !