* * *
البطاقة الأولى :
إلى أبي ..
الذي تعِبَ في تَربيَتي ..
وأنَار دَربي ..
وشوّه درُوب السوء في عَيني حتى أزَالها ..
فله أجمل بطاقة من رحيق المسك ..
أذهب بها إلى قبره وأنا متزيّنٌ للعِيد ..
وأرفع بعض الأحجار التي تكرّمت لمجرد أنها وضعت فوق قبره ..
وأضع البطاقة بينها ..
ثم أقبّل الأرض لعل قبلتي تصل بعمق مودّتي إلى باطنهَا ..
فتتحسس عظام أبي حتى تصله وتكون بهِ ..
رحمه الله تعالى ..
البطاقة الثانية :
إلى والدَتي ..
أقف أمامها ، ثمّ أحني ظهري قليلاً لوافر التقدير والإحترام والهيبة ..
وأقول لها : كل عام وأنتي بخير يا تَاج الحياة ..
ثم ابتسم ابتسامة السعيد ..
وأمد يدي بكل هدوء لأعطيها البطاقة ..
بعد أن أعطّرها بعطر مشاعري وفيضها ..
أطال الله في عمرها ..
البطاقة الثالثة :
إلى تركي ..
فرحمة الله تصبح عليه ..
وتمسي عليه رحمة وشفقة ..
فله أجمل بطاقة وله أغلى بطاقة وله أعذب بطاقة ..
أذهب إلى قبرهِ ، وأجلس على ربكتيّ ..
ثم أحكي له كما كنت أحاكيه عند زيارتي له ..
وأقول :
تركي .. إنّي افتقدك في هذا العيد والأعياد الماضية ..
لقد كتبت قصيدة خاصة للذين فارقوني ويعتقدون أني نسيتهم ..
فلا تظن أني سأنساك عندما أسعَدُ في هذا العيد الكئيب من دونك ..
هذهِ بطاقة الأفراح .. بها ابتساماتي مهداة إليك لترى محياي ..
وبها كلماتي إليك .. وبها قصيدة منظومة من الورود والأزهار ..
هل كان القمر يوصل إليك سلامي كل ما أضاء وشعّ إليك .. ؟!
لقد كنت أقف مابيني وبين القمر إلا شعاعه ..
وأتحدث إليك كما لو أني هنا في مكاني هذا بجلستي هذه ..
وأرسل أحرفي وضحكاتي حتى تصل إلى سطح القمر تائهة باحثة عن من يحتويها ..
فترى قبرك فتعرف أنها ماكتبت إلا بك وما صعدت إلا من أجلك ..
ثم تنزل إليك كأنها وحي .. بكل هدوء حتى تشقّ الحجارة والتربة لتصل عند أذنيك ..
فتسمعها وتعطر أجواءك بها ..
اسأل الله أن يوسع مدخلك .. وأن يُيسر حسابك .. وأن يقيك عذابه ..
كل عام وأنت في درجات أعلى من الجنة ..
وُرُوْدِيْ العَطِرَةُ لَكُمْ
* * *
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
|