[خالد بن الوليد]

'وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا '

أهزوجة التائهين ..
أنا هنا ..
أكتب باسم الصدق عن الكذب ، حتى يخال أن ما أكتبه صادقٌ وحقيقةً …
أعتقد أن هذه العبارة الآنفة الذكر هي التي تبحث لنفسها عن مساحة أو متنفس في السلسلة المتسلسلة من المقالات الهواجسية المنشورة في كتب المجانين أو هي لسان حال أبو الطيّب . والذي - وعلى ما يبدو - استجمع - بل لم يزل يستجمع - في سبيل الكر والمباغتة ، كل طاقاته وإمكاناته اللغوية ، وحرك - ويحرك رغماً عنه - في ذاته منظومة شرايين الحقد وأوردة الضغائن ، ووظف - ويوظف راضياً متراضياً ، أم كرهاً وقسراً - ألفاظ الصبا ومصطلحات العقد الثاني من العمر في مهارة كتاب طموح ، خاضع لنزوات الشبوبية حيناً ، وعقد النفس والذات وتضخمات الأنا المنتشية أحياناً ، بغض النظر عن الدوافع والمآرب ، يستنجد بالذين لا حول لهم ولا قوة .. ويتهم الطرف الأخر بـ ( المحاماة ) !!
فأية كذبة تفضحها يا أبا الطيّب .. وبأي منطق تناقش .. وأي احترام تكنه لعقلية المتلقي .. ثم ما الذي تريد أن تصله وتوصلنا معك إليه في النهاية .. ولماذا تحاول زرع مثل هذه المفرقعات في محاولة لإعادة الروح إلى صورتك التي تحاول جاهداً تشويهها وتقزيمها وزرع الكره تجاهها .. ؟ أهذه هي حقيقة ومهمة الكاتب – المثقف – برأيك .. الكاتب الذي على استعداد أن يضحي بأغلى ما لديه في سبيل كشف الحقيقة .. ومتابعة النفق عله يصل إلى النور .. أم أنك تجد في اختلاق الكاتب للأضاليل والعمل على فضحها هي مهمته النبيلة .. !

كفانا التشكيك والتخوين.
والوصفات الجاهزة منذ عقود الحروب الباردة .
والتي نسخنها على نار نحن وقودها .. وكفانا أن نبحث عن الانتماء بعد أن طال بنا الضياع وأطلناه .. ؟ ! .
لا أن يصب جل اهتمامه في التلاعب بالألفاظ ، ويطوع الكلمات ، حتى يتمكن من تحضير مادة حلقته المقبلة من سلسلته التي مهما حطت أو علت فهي ليست أكثر من نزوة شاب يحاول الظهور أكثر على حساب شخص أو أشخاص ، أو حتى جهة أو طرف ..
ألم تحاول الإمعان في ذاتك المتلاشي والمتشظي والمنشطر .. تكر هنا وتفر هناك .. تضرب ذات اليمين وذات الشمال .
هي دعوةً مفتوحة لكم وللجميع الذين يتبارون على الكلمة – المصطلح – في كيل التهم ، وترتيب النعوت ، وتجميل القدح والذم .