مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 04-12-2003, 10:04 PM   #2
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
(( 1 ))

بسم الله الرحمن الرحيم
من: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إلى: عبد العزيز الخطيب.
السلام على من اتبع الهدى وعلى عباد الله الصالحين؛ وبعد فقرأت رسالتك وعرفت مضمونها وما قصدته من الاعتذار ولكن أسأت في قولك أن ما أنكره شيخنا، الوالد من تكفيركم أهل الحق واعتقاد إصابتكم؛ أنه لم يصدر منكم وتذكر أن إخوانك من أهل النقيع يجادلونك وينازعونك في شأننا وأنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور وأنت تعرف: أنهم يذكرون هذا غالباً، على سبيل القدح في العقيدة والطعن في الطريقة وإن لم يصرحوا بالتكفير فقد حاموا حول الحمى، فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ومن الغي عن سبيل الرشد، والعمى.
وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء قد اعتزلا الجمعة والجماعة وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز ويخالطونه هو، وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوة الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها .
قالا: ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين، الضالتين ما يترتب على الردّة الصريحة من الأحكام حتى تركوا ردّ السلام فَرُفِعَ إليَّ أمرهم، فأحضرتهم وتهدّدتهم وأغلظتُ لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنَّ رسائله عندهم فكشفت شُبْهَتَهم، وأَدْحَضتُ ضلالتهم بما حضرني في المجلس .
وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب وأنه لا يكفّر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الأكبر والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيامِ الحجّة وبلوغها المعتبر، كتكفيرِ مَنْ عَبَدَ الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقُّه على خلقه من العبادات والإلهية.
وهذا مجمعٌ عليه عند أهلِ العلم والإيمان، وكلُّ طائفةٍ من أهل المذاهب المقلَّدة، يفردون هذه المسألةَ ببابٍ عظيم يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الرّدّة ويقتضيها ويَنُصُّونَ على الشرك.
وقد أفرد ابنُ حجرٍ[يعني الهيتمي] هذه المسألةَ بكتابٍ سماه: «الإعلام بقواطع الإسلام».
وقد أظهر الفارسيّان المذكوران التوبةَ والندمَ، وزعما أنَّ الحقَّ ظَهَرَ لهما، ثم لحقا بالسَّاحِل وعادا إلى تلك المقالةِ، وبلغنا عنهم تكفيرُ أئمةِ المسلمين، بمكاتبةِ الملوكِ المصريين، بل كفّروا من خَالَط مَنْ كاتَبَهُم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى والحور بعد الكور .

__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل