مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 25-09-2009, 02:58 AM   #18
أبو ريّـان
.
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309
.

على هامش هامش الموضوع /
ممكن أكثر من دقيقة >>> ( وجه خايف يناظر أبو معاذ)


تأملات في بعض الآيات واستنباط بعض اللطائف منها .

قوله تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ، ذكرالله تعالى في هذه الآية الكريمة: أن بني آدم لا يقدرون على إحصاء نعم الله لكثرتها عليهم، وأتبع ذلك بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فدل ذلك على تقصير بني آدم في شكر تلك النعم،وأن الله يغفر لمن تاب منهم، ويغفر لمن شاء أن يغفر له ذلك التقصير في شكر النعم .

أن حجد النعمة من صفات الكفار قال تعالى (أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) إنكر الله تعالى على الكفار جحودهم نعمته؛ لأن الكافريستعمل نعم الله في معصية الله، فيستعين بكل ما أنعم به عليه على معصيته، فإنه يرزقهم ويعافيهم، وهم يعبدون غيره. والجحود بالنعمة : هو كفرانها .


قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون)
وعلى كل حال، فيجب على كل عاقل أن يعتبر بهذا المثل , وألا يقابل نعم الله بالكفر والطغيان؛ لئلا يحل به ما حل بهذه القرية المذكورة


وقوله تعالى: (قُتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) قيل (مَا أَكْفَرَهُ) أي: ما أشد كفره.
وقال الزمخشري: هي تعجب من إفراطه في كفران نعم الله.


أن نعم الله حسية ومعنوية نعمة قلوب، كالتوفيق للأعمال الصالحة، والطهارة من الذنوب الباطنة، ونعمة للأبدان كالمأكولات والمشروبات والملبوسات والمساكن والمراكب.



كلمة الحمد لله في القرآن ألا تحرك قلوبنا .. الحمدلله .


لا بد من إنتهاز الفرصة لتعليم الأطفال والأهل شكر النعمة كعند الإنتهاء من العشاء أو القيام من النوم وغيره واسنتنباط ذلك من قول يوسف لأخوته بعدما جاؤ إليه يعتذرون منه فقال لهم .. (قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
فنلاحظ أن يوسف تكلم عن نعم الله .. وهذا سائغ عند جميع الأنبياء أنهم يذكِّرون في نعم الله وتأمل آية 20 من سورة المائدة.. وعلى المرء أن يقتدي بهم .


من أكبر النعم على العبد أن يؤتي حمكة, ًو فهمًا, وعلمًا, ودراية, وتمييزاً للحق , وإجتنابًا للباطل, وهذه نعمة قد يحرم منها الكثير والدليل من قوله تعالى في سورة لقمان (ولَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) فأمر الله لقمان بشكر النعمة وبما حفه من الإصطفاء والشكر لله من الحكمة .

عند ممارسة النعمة واستخدامها حري بالمؤمن أن يشكر الله عليها , كأن تكون عند الطعام , أو أي نعمة تراها في نفسك ودليل ذلك قوله تعالى (ثم تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه) أي حينئذٍ ، فإن ذكر النعمة في حال التلبّس بمنافعها أوقع في النفس وأدعَى للشكر عليها . وأجدر بعدم الذهول عنها ، أي جعل لكم ذلك نعمة لتشعروا بها فتشكروه عليها ، فالذكر هنا هو التذكر بالفكر لا الذكر باللسان .




والمراجع في هذا بعض التفاسير. كأضواء البيان للشنقيطي والتحرير والتنوير لأبن عاشور وغيرها .









شكراً لكم يا أحباب .

ولي عودة






.
__________________


آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 25-09-2009 الساعة 03:02 AM.
أبو ريّـان غير متصل