[عرشُ الضَادْ]

أسعد الله أوقاتكم بالرضا والحب ..


يُطلق مُصطلح " التنميط " في علم الاجتماع على ظاهرة في الحضارة الغربية , وهي

أن كثيراً من المنتجات الحضارية تصبح متشابهة ونمطيّة بسبب الإنتاج

الصناعي السلعي الآلي لها .

على عكس " المجتمع التقليدي " الذي له لمسات خاصة بكل منتج وفق منتجها

وصانعها وسمات مستقلة !

والتنميط في المنتجات الحضارية يؤدي إلى التنميط في أسلوب الحياة العامة

والخاصة فيقضي الإنسان حياته في سلسلة محكومة من روتين يومي منظم !

وذلك بمواعيد دقيقة ومتتالية معروفة مسبقاً :

" نوم , انتقال , عمل .... وقت فراغ , ... الخ "

ومن ثم يتم تنميط حياة الإنسان نفسها !

سألقي الضوء هُنا على " تنميط السلوكيات في حياتنا " ... وتعميمها ونشرها

حتى تصبح سمة اجتماعية , ونمط يسير على خطاه أفراد المجتمع .

والمقصود " بتنميط السلوك " .. هو أن يقوم به فرد واحد في المجتمع , فيأخذ بذلك

التوجّه فرد آخر, وهكذا دواليك .. حتى يعمّم ويصبح سلوك عام !

وحديثنا سيكون على جانب الأخذ بتنميط " السلوكيات " الغير سوية

والغير حضارية ...

وكيف ( تم تنميطها ) والمبادرة بممارستها رغم إقتناع الشخص الممارس لها ..

بسوئها وخلوها من الأخلاق القيّمة !

فمثلاً ..

إن كان هناك زحام شديد على محل ما .. مغلق !

وفتح باب المحل لاستقبال الزبائن , وشخص واحد من المنتظرين بالخارج ..

هرول بخطوات سريعة للوصول أولاً والدخول قبل الجميع , سنجد تنميطاً لا إرادياً

لبقية " الأفراد المنتظرين " بالسرعة أيضاً والتسابق للدخول ..!

ومن ثم ... التزاحم وربما حدوث بعض المشادات بسبب ذلك !

* * * * * *

مثال آخر ..

في الشارع العام , عندما يهمّ أحد المارة بالتنقل من جهة ٍ لأخرى ...

ينتظر كثيراً حتى تقف السيارات ليمضي للجهة المقابلة !

وما إن " تخفف من السرعة " إحدى السيارات ... حتى يخفف البقية

كذلك رغماً عنهم !

وبالتالي .. تتاح فرصة للمارة من الناس للتنقل " بشكل أسرع " دون الانتظار طويلاً !

* * * * * *

أيضاً ..

لو أننا كان في نزهة ما .. على شاطئ البحر .. وبجانبُنا أسر عديدة تــتــنــزه ..

وعند استعدادنا لترك المكان .. وضعنا المخلفات - أعز الله شأنكم - في

كيس صغير , ووضعناه في الحاوية المخصصة على مرأى الجميع من حولنا ..

سيكون ذلك " تنميطاً للسلوك " برسالة غير مباشرة !

وهنا قد يبقي البعض مخلفاته , وحجته في ذلك أن المكان ( في الأصل متسخ ) !

فلا ضير من بقاء المخلفات خاصته في مكانها !

وهكذا ... حتى لا يبقى مكاناً للجلوس إطلاقا ً!

وهُنا " نُمّط سلوك غير جيد " .

* * * * * *

الهدف هُنا .. أن نصل لقناعة تامة بتفرّدنا في السلوك عن الآخرين , لا سيما إن

كنا في بيئة سريعة التنميط " كمجتمعنا " بخلاف إن كان ذلك التنميط

ايجابياً أو سلبياً ..

فالمقصد أن نكون أولي عزم في بث تنميط سلوكي ايجابي وصحي لمن حولنا , سواء

بالممارسة الفعلية المباشرة أو حتى اللفظية بالتمسك بالمبادئ القويمة والرفيعة في

أقوالنا وحواراتنا المختلفة .

فكل إنسان له جانب ومؤشر يستقبل فيه بشكل لا إرادي ما يُفرض عليه أو يتسم به

الجميع من حوله فهو فرد من ضمن جماعة , والأغلب أنه لا يريد أن يخالفهم

ويتنحى عنهم .. لكي لايكون غريباً وشاذاً !


ونحو تنميط السلوكيات " الجيّدة " في حياتنا نرتقي ونعلو ..


ألا ترون أننا في مجتمع كمجتمعنا بحاجة مآآآآسة للتنميط ؟؟.. وبقوة ..

أنتظر آرائكم ومداخــلآتكم الراقية ..

لكم أزكـى التحايــا ولقلوبكم النقية ..أرقّ زهــرة نهـرية ..