بارك الله فيك أخي كبير المحايدين
وهذا ما أردته وفقك الله
والحقيقة أنه ليس بعد كلامك تعليق لكنه كلام قد نقلته وجهزته فآليت أن أطرحه ولا ضرر من استزادة علم
وقد كنت بحثت تلك المسألة واستقصيت خبرها بعد أن طلبت العلم علي يد الشيخ صالح المغامسي لمدة يومين

من وراء حجاب
فقد كنت مسافرا لمكة في رمضان وكان معنا سلسلة للشيخ صالح تسمى ( تأملات قرانية ) أو قريب منها
فاستمعنا لغالب السلسلة وقطعنا بها الطريق بين فائدة ونقاش
وقد دونت بعض الملحوظات التي لفتت انتباهي واشكلت على وهذه احداها فأردت طرحها لكم عن طريق التساؤل مما يشحذ النفس للبحث والتحري
قوله تعالى: " قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين "
يعني ذكراً وأنثى، لبقاء أصل النسل بعد الطوفان. وقرأ حفص: ( من كل زوجين اثنين) بتنوين ( كل) أي من كل شيء زوجين. والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد: شيء معه آخر لا يستغنى عنه.
ويقال للاثنين: هما زوجان، في كل اثنين لا يستغنى أحدهما عن صاحبه، فإن العرب تسمي كل واحد منهما زوجاً. يقال: له زوجا نعل إذا كان له نعلان. وكذذلك عنده زوجا حمام، وعليه زوجا قيود، قال الله تعالى: " وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " ( النجمويقال للمرأة هي زوج الرجل، وللرجل هو زوجها.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} قال: في كلام العرب، ويقولون للذكر والأنثى: زوجان.
( من كل زوجينفي موضع نصب بـ ( احمل). و ( اثنين) تأكيد
ولعل الشيخ صالح أخذ بهذا الرأي :
وقد يقال للاثنين هما زوج،
لكن أغلب المفسرين أتفقوا على أن الزوج :هو الواحد الذي له ثانٍ من جنسه .
واعربوا ( اثنين ) تأكيدا لزوجين
ومن اللطائف في هذه القصة
هل حمل نوح عليه السلام معه خنزيرا ؟؟
قال الشيخ صالح المغامسي : أنه لم يحمل معه خنزير
ولكنه أهل السفينة قد تأذوا من رائحة فضلاتهم فاشتكوا لنوح عليه السلام
فمسح على ظهر الأسد فخرج الخنزير فأصبح يأكل الروث والفضلات فنظفت السفينة
طبعا يقول الشيخ لا نكذب تلك الاخبار ولا نجزم بها ولكنها وردت في السابقين
وقد وجدت مثيلا لذلك في كتاب الدرر المنثور في التأويل بالمأثور فنقلته لكم
فحينئذ أمر الله نوحا عليه السلام - أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح - قيل : وغيرها من النباتات - اثنين . ذكرا وأنثى ، فقيل : كان أول من أدخل من الطيور الدرة ، وآخر من أدخل من الحيوانات الحمار ، فدخل إبليس متعلقا بذنبه ، فدخل بيده ، وجعل يريد أن ينهض فيثقله إبليس وهو متعلق بذنبه ، فجعل يقول له نوح مالك ؟ ويحك . ادخل . فينهض ولا يقدر ، فقال : ادخل وإن كان إبليس معك فدخلا في السفينة
وذكر أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود أنهم لم يستطيعوا أن يحملوا معهم الأسد ، حتى ألقيت عليه الحمى
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث ، حدثني الليث ، حدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاللما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين ، قال أصحابه : وكيف يطمئن - أو تطمئن - المواشي ومعها الأسد ؟ فسلط الله عليه الحمى ، فكانت أول حمى نزلت الأرض ، ثم شكوا الفأرة فقالوا : الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا . فأوحى الله إلى الأسد ، فعطس ، فخرجت الهرة منه ، فتخبأت الفأرة منها
وفي القصة : أن نوحا عليه الصلاة والسلام قاليا رب كيف أحمل من كل زوجين اثنين؟ فحشر الله إليه السباع والطير ، فجعل يضرب بيده في كل جنس فيقع الذكر في يده اليمنى والأنثى في يده اليسرى ، فيحملها في السفينة
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللهعنهما في قوله {وفار التنور} نبع الماء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وفار التنور}قال: إذا رأيت تنور أهلك يخرج منه الماء فإنه هلاك قومك.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال: كان تنورا من حجارة،كان لحواء عليها السلام حتى صار إلى نوح عليه السلام، فقيل له: إذا رأيت الماءيفور من التنور فاركب أنت وأصحابك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححهعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان بين دعوة نوح عليه السلام وبين هلاك قومهثلاثمائة سنة، وكان فار التنور بالهند، وطافت سفينة نوح عليه السلام بالبيتأسبوعا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وفار التنور}قال: العين التي بالجزيرة عين الوردة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضيالله عنه قال: فار التنور من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة.
وأخرج أبو الشيخ عن حبة العربي قال: جاء رجل إلى علي رضي الله عنهفقال: إني قد اشتريت راحلة وفرغت من زادي أريد بيت المقدس لأصلي فيه، فإنه قد صلىفيه سبعون نبيا ومنه فار التنور، يعني مسجد الكوفة.
وأخرج أبو الشيخ من طريق الشعبي رضي الله عنه عن علي رضي الله عنهقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إن مسجدكم هذا لرابع أربعة من مساجد المسلمين،ولركعتان فيه أحب إلي من عشر فيما سواه إلا المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى اللهعليه وسلم بالمدينة، وإن من جانبه الأيمن مستقبل القبلة فار التنور.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي بن إسماعيل الهمداني قال: لقد نجر نوحسفينته في وسط هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - وفار التنور من جانبه الأيمن، وإنالبرية منه لعلى اثني عشر ميلا من حيث ما جنبه، ولصلاة فيه أفضل من أربع في غيرهإلا المسجدين مسجد الحرام، ومسجد الرسول بالمدينة، وإن من جانبه الأمين مستقبلالقبلة فار التنور.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: التنور وجه الأرض قيل له: إذا رأيتالماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك، والعرب تسمي وجه الأرض تنور الأرض.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه {وفار التنور}قال: وجه الأرض.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي اللهعنهما قال: التنور أعلى الأرض وأشرفها، وكان علما فيما بين نوح وبين ربه عزوجل.
وأخرج أبو الشيخ عن بسطام بن مسلم قال: قلت لمعاوية بن قرة إنقتادة رضي الله عنه إذا أتى على هذه الآية قال: هي أعلى الأرض وأشرفها فقال:الله أعلم، أما أنا فسمعت منه حديثين فالله أعلم. قال بعضهم: فار منه الماء.وقال بعضهم فارت من النار، وفار التنور بكل لغة التنور.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه {وفار التنور} قال: طلع الفجر. قيل له: إذا طلع الفجر فاركب أنتوأصحابك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي {وفار التنور}قال: تنور الصبح.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} قال: في كلام العرب، ويقولون للذكر والأنثى: زوجان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي الله عنه قال: أمر نوحعليه السلام أن يحمل معه من كل زوجين اثنين ومعه ملك فجعل يقبض زوجا زوجا وبقيالعنب، فجاء إبليس فقال: هذا كله لي. فنظر نوح عليه السلام إلى الملك فقال:إنه لشريكك فأحسن شركته. فقال: نعم لي الثلثان ولي الثلث قال: إنه شريككفأحسن شركته فقال: لي النصف وله النصف. فقال إبليس: هذا كله لي. فنظر إلىالملك فقال: إنه شريكك فأحسن شركته. قال: نعم، لي الثلث وله الثلثان قال:أحسنت وأني محسان أنت تأكله عنبا وتأكله زبيبا وتشربه عصيرا ثلاثة أيام. قالمسلم: وكان يرون أنه إذا شربه كذلك فليس للشيطان نصيب.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال:لما ركب نوح عليه السلام السفينة كتب له تسمية ما حمل معه فيها، فقال: إنكم قدكتبتم الحبلة وليست ههنا. قالوا: صدقت أخذها الشيطان، وسنرسل من يأتي بها.فجيء بها وجاء الشيطان معها، فقيل لنوح: إن شريكك فأحسن شركته. فذكر مثله وزادبعد قوله: تشربه عصيرا وتطبخه، فيذهب ثلثاه خبثا وحظ الشيطان منه، ويبقى ثلثهفتشربه.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما حمل نوح عليهالسلام الأسد في السفينة قال: يا رب إنه يسالني الطعام من أين أطعمه؟ قال:إني سوف أعقله عن الطعام. فسلط الله عليه الحمى، فكان نوح عليه السلام يأتيهبالكبش فيقول: ادر يا كل فيقول الأسد: آه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكروابن النجار في تاريخهما عن مجاهد رضي الله عنه قال: مر نوح عليه السلام بالأسدوهو في السفينة فضربه برجله فخمشه الأسد فبات ساهرا، فبكى نوح من ذلك فأوحي إليهإنك ظلمته وإني لا أحب الظلم.
وأخرج ابن عدي وابن عساكر من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللهعنهما مرفوعا "مر نوح بأسد رابض فضربه برجله، فرفع الأسد رأسه فخمش ساقه، فلم يبتليلته مما جعلت تضرب عليه وهو يقول: يا رب كلبك عقرني. فأوحى الله إليه أن اللهلا يرضى الظلم أنت بدأته. قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وفيهجعفر بن أحمد الغافقي يضع الحديث".
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:استصعبت على نوح الماعزة أن تدخل السفينة فدفعها في ذنبها فمن ثم انكسر ذنبها فصارمعقوقا وبدا حياها، ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها فستر حياها.
وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد قال: أمر نوح عليه السلام أنيحمل معه من كل زوجين اثنين، فحمل معه من اليمن العجوة واللوز.
وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: لما أمر نوحعليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: كيف أصنع بالأسد والبقرة؟ وكيفأصنع بالعناق والذئب؟ وكيف أصنع بالحمام والهر؟ قال: من ألقى بينهماالعداوة؟ قال: أنت يا رب. قال: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون.
وأخرج ابن عساكر عن خالد رضي الله عنه قال: لما حمل نوح فيالسفينة ما حمل، جاءت العقرب تحجل قالت: يا نبي الله أدخلني معك. قال: لا أنتتلدغين الناس وتؤذينهم قال: لا أحملني معك، فلك علي أن لا ألدغ من يصلي عليكالليلة.
وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "من قال حين يمسي: صلى الله على نوح وعلى نوح السلام لمتلدغه عقرب تلك الليلة".
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن عذاء والضحاك. أن إبليس جاءليركب السفينة فدفعه نوح فقال: يا نوح إني منظر ولا سبيل لك علي. فعرف أنه صادقفأمره أن يجلس على خيزران السفينة، وكان آدم قد أوصى ولده أن يحملوا جسده، فورثهمفي ذلك نوح، فتوارث الوصية ولده حتى حملها نوح، فوضع جسد آدم عليه السلام بينالرجال والنساء.
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر في مكايد الشيطان عن أبي العاليةقال: لما رست السفينة سفينة نوح عليه السلام إذا هو بإبليس على كوتلالسفينة...! فقال له نوح عليه السلام: ويلك قد غرق أهل الأرض منأجلك.؟! قال له إبليس: فما أصنع؟ قال: تتوب. قال: فسل ربك هل لي منتوبة؟ فدعا نوح ربه، فأوحى إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم. قال: قد جعلت لكتوبة قال: وما هي؟ قال: تسجد لقبر آدم. قال: تركته حيا وأسجد لهميتا؟!.
وأخرج النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. أن نوحا عليه السلامنازعه الشيطان في عود الكرم قال: هذا لي. وقال: هذا لي. فاصطلحا على أنلنوح ثلثها وللشيطان ثلثيها.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا "أننوحا عليه السلام حمل معه في السفينة من جميع الشجر".
وأخرج إسحق بن بشر أخبرنا رجل من أهل العلم. أن نوحا عليه السلامحمل في السفينة من الهدهد زوجين، وجعل أم الهدهد فضلا على زوجين فماتت في السفينةقبل أن تظهر الأرض، فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلميجد طينا ولا ترابا، فرحمه ربه فحفر لها في قفاه قبرا فدفنها فيه، فذلك الريشالناتئ في قفا الهدهد موضع القبر، فذلك ثناء أقفية الهداهد". وأخرجه ابنعساكر.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عنابن عباس رضي الله عنهما قال: أعطى الله نوحا عليه السلام في السفينة خرزتينإحدها بياضها كبياض النهار والأخرى سوادها كسواد الليل، فإذا أمسوا غلب سواد هذهبياض هذه، وإذا أصبحوا غلب بياض هذه سواد هذه على قدر الساعات الاثني عشر، فأول منقدر الساعات الاثني عشر لا يزيد بعضها على بعض نوح عليه السلام في السفينة ليعرفبها مواقيت الصلاة، فسارت السفينة من مكانه حتى أخذت إلى اليمين فبلغت الحبشة، ثمعدلت حتى رجعت إلى جدة، ثم أخذت على الروم، ثم جاوزت الروم فأقبلت راجعة على حيالالأرض المقدسة، وأوحى الله إلى نوح عليه السلام: أنها تستوي على رأس جبل فعلتالجبال لذلك، فتطلعت لذلك وأخرجت أصولها من الأرض، وجعل جودي يتواضع لله عز وجل،فجاءت السفينة حتى جاوزت الجبال كلها، فلما انتهت إلى الجودي استوت ورست، فشكتالجبال إلى الله فقالت: يا رب إنا تطلعنا وأخرجنا أصولنا من الأرض لسفينة نوح،وخنس جودي فاستوت سفينة نوح عليه. فقال الله: إني كذلك من تواضع لي رفعته، ومنترفع لي وضعته.
ويقال: إن الجودي من جبال الجنة. فلما أن كان يوم عاشوراء استوتالسفينة عليه وقال الله: يا أرض ابلعي ماءك بلغة الحبشة، ويا سماء أقلعي أي أمسكيبلغة الحبشة، فابتلعت الأرض ماءها وارتفع ماء السماء حتى بلغ عنان السماء رجاء أنيعود إلى مكانه، فأوحى الله إليه: أن أرجع فإنك رجس وغضب. فرجع الماء فملح وحموتردد فأصاب الناس منه الأذى، فأرسل الله الريح فجمعه في مواضع البحار فصار زعامامالحا لا ينتفع به، وتطلع نوح فنظر فإذا الشمس قد طلعت وبدا له اليد من السماء،وكانت ذلك آية ما بينه وبين ربه عز وجل أمان من الغرق، واليد القوس الذي يسمونه قوسقزح، ونهي أن يقال له قوس قزح لأن قزح شيطان وهو قوس الله، وزعموا أنه كان يمتدوتروسهم قبل ذلك في السماء، فلما جعله الله تعالى أمانا لأهل الأرض من الغرق نزعالله الوتر والسهم.