[ابن حزم]

زمن وربك بالعجائب يزخر ** فالحق يقلب باطل ويصور

أعمى البصيرة قام يمدح نسوة ** أشعلن نارا بالديانة تسعر

أما أبو جهل فيعلم أن ما ** قامت به هذي النساء فمنكر

ابليس أصبح عاطلا عن شغله ** قد ناب عن خلائق لا تحصر


يعني سفور نسائنا ياويله ** من هول يوم شمسه تتكور

فليهنك الوحي وما أراك موفقا ** حدث وربك قادح مستنكر

أصل الفساد وفرعه بل كله ** ياليتني قد مت كي لا أحضر

فلأرض كادت أن تميد بأهلها ** فرقا وكاد سماؤنا يتفطر

يامن يقول بنظمه وقصيده ** ليقال : قال وبالمحافل يذكر

حمدا لربي أن أعيش لكي أرى ** بنت الجزيرة صبرها يتفجر

بعدا لعقلك بجرأة لا يستحي ** والرب يسمع للعباد وينظر

جعلوا النساء مثار رغب داهم ** يخشى على الاسلام منه ويحذر

وأقول قال نبينا وهو الذي ** بالحق جاء وأنت عنه تكبر

ماكان بعدي قتنة أضرارها ** عظمت وجلت فوق مايتصور

مثل النساء على الرجال فما ترى ** قلنا بغير الحق يامتهور

انا نخاف على النساء اذا مشت ** بين الرجال سوافر أو حسر

أن يحصل الضرر الذي قد قاله ** صلى عليه الماجد المتكبر

يامن يقول وليس يدري قوله ** والله أعلم مايقول ويذكر

(كيف السبيل الى البناء وهذه الـ ** أغلال في نصف الرعية تأسر)

سميت ماشرع الاله صيانة ** لنسائنا غلا أما تتفكر

لو كان أحمد في الحياة وبيننا ** خاصمته أنت المهان الأصغر

أما البناء صدقت كيف سبيلنا ** لبنا الفجور ونصفنا يتستر!!

وتقول أنت وأنت أكذب قائل ** ياشؤم وقت فيه أنت تصدر:

(ان الحرائر قد جعلن أمانة ** أوصى بها ربي الولي الأكبر)

هذي الأمانة من تراه بحملها ** حفظ الوصية وهو فيها أجدر

أدعاة افساد النساء بنزعها ** حجب الكرامة أو دعاة المخفر

النقل يشهد والعقول شهيدة ** بالحق والله العلي الأكبر

ان الحرائر ان مشين سوافرا ** بين الرجال فعرضهن مهدر

لا سيما في وقتناهذا الذي ** صار التدين فيه أمر منكرا

وفشى الفجور وأوقدت نيرانه ** وتبخترت بين الرجال العهر

بعدا وسحقا للذين تهوكوا **في ظلمة فعيونهم لا تبصر

من غرة هذا الغوي بزخرف ** من قوله فاليستعد وليحذر

كم ألبس الحق المبين ملابسا ** يبدو بها مثل الضلال مزور

لكن ربي ضامن لعباده ** أن الرشاد على الغواية يظهر
= - =