ضحايا العشق ..
تعريفه بفلسفتي / أوله مرحٌ وسعادهـ , وأوسطه لهفةٌ وشوق .. وآخرهـ دموعٌ ورحيل .
الحب طاقةٌ .. وقودها المشاعر.. إن أهدرت بجنون .. تذوب ولا تدوم .
فأختزن أيها العاشق حبك .. وأعلم كيف تصرفه بتعقل . !
العشق فيه ذل , ولعل العاشقين والشعراء ربطوا العشق بالذل , لأن في بعض الأفعال ذلٌ للمعشوق , على حساب الحب وفي سبيله . ! ويستخدم هذا الذل ويلقبونه محمودآ .
عجبي على حرفين قد سلبى وقاري : حاءٌ حريق وباء بِتُ في ناري .
إلى كل قلبٍ يطرق قلبه للحب الأبدي .. تمهل , فالحب يحتاج لدراسة فلسفية في البقاء أو الرحيل , كي لا تعيش أسير الحرمان والذكريات .
و ما عجبي موت المحبين في الهوى / و لكن بقاء العاشقين عجيبُ .
ضحايا العشق رأيتهم , سمعت عنهم , قرأت عنهم , ووقفت على بعض معاناتهم , إن العشق حينما يصل للجنون , فأنه يسلب عقلك , يقتلك , يرديك على الفراش طريحاً عليلآ ,
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما / قتيلا بكى من حب قاتله قبلي
وما زلت أذكر ذلك الرجل , حينما بلغ منه العشق حدهـ , وأرتشف منه حتى الثماله , ليصل له أنباء رحيل المحبوب عنه , ليكون طريح المرض , وأهله لا يعرفون سبب مرضه .. لا أحد سواي يعرف . فبعد المحاولات فاق , وما زال يتمتم بها . وآخر يقف على أطلال المحبوب في كل يوم . ويهطل ألف دمعةٍ وعذاب , ويمعن النظر بتلك النافذة بعد رحيلهم , ويشدو :
تذكرت ذيك الدار في شرقي الديرهـ : وخلن سكنها راح عنها ولا جاها
تناثر عزيز الدمع وفاض بمحاجيره : وانا اللي على العبره تخيلت يقواها
الا مابدت سود الليالي بتكشيره : عطتنا مرار الوقت واقفت ابحلاها
تركني خليلي حكمت الله وتدبيره : على غير ارادتنا والاحزان عشناها
عسى الله يردهـ لي ولو طال تأخيره : ويجمع قلوبن هدها الويل واشقاها
, حينما أتحدث أيها العاشق بتمتمات حرفٍ أصوغها بنبض الواقع , فأنني أتحدث إليك بدرايةٍ كاملة عن ما يجري بهذا العالم , وكلي أملٌ على أن لا تقع في دربٍ لا تعرف آخرهـ , إن مفهوم حديثي , لا يرفض الحب ولا يحرمه , ولكن حديثي , عن كيف نصرف الحب بطرقٍ حميدة وطاهرهـ , ولا نجعلها كئيبةً ومظلمه , تجعلنا أشقى الناس في ممارساتها , فتمهل قليلاً .. [
الحب مثل الروايه .. لها نهايه .. فأقرأ النهاية قبل البدايه ]
الحب في لغـة الهـوى حرفـانِ / لكنـه يــوم الـنـوى لغـتـانِ
لغة القلـوب ولايفـك رموزهـا / إلا فــؤاد دائــم الخـفـقـانِ
متوهج بلهيب ذكـرى لـو هـوت / في البحر ظل البحر في هيجـانِ
ليس صحيحاً أن يستند على قول البيت المعروف :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى : مالحبُ إلا للحبيب الأولي
فنستطيع أن نعيش الحب مراتٍ عدهـ , ونستطيع أن نجعل الحب الجديد أفضل من القديم ,
قُتلـوا لأجـل مُحبِهِّـم وحبيبهـم / وسواهمـوا لمحبـة النـسـوانِ !
فاعرف(ضحايا الحب) وأفعل فعلهم / إن كان ذاك الفعـل فـي إمكـانِ
أنه تحديٌ كبير .. لخوض هذهـ التجربة , التي قد تجعلك تخسر حياتك وعقلك , فتمهل .
و غدا على نفس الطريق سنفترق / ودموعنا الحيرى تثور وتختنق
فشموعنا يوما أضاءت دربنا / وغدا مع الأشواق فيها نحترق
من هذيان العاشقين : /
وإني لأهوى النوم في غير حينـه / لـعل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكــونُ
*
قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهـم / بـل مـوت نـفـسـي مـن قـبـل الـفـراق غـداً.
*
قـالت جنـنت بمن تهوى فقلت لهــــا / الـعـشـق أعـظــم مـمـا بالـمـجـانـيـــن
*
و قد قـادت فؤادي في هـواهــا / و طـاع لـهـا الفؤاد و مـاعـصـاهــا.
*
بعـضي بـنـار الـهـجر مـات حـريـقــا / و الـبعض أضـحـى بالـدموع غـريقـا
*
عـذبـي ما شئـت قـلـبـي عـذبـي / . فـعـذاب الحب أسـمـى مـطـلـبـي
*
لا تندمي..
كل الذي عشناه نارٌ سوف يخنقها الرماد
فالحب في أعماقنا طفل غدا نلقيه..
في بحر البعاد
وغدا نصير مع الظلام حكاية
أشلاء ذكرى أو بقايا.. من سهاد .
النهاية والحلول : /
الحب لها قوانينٌ خاصةٌ للحفاظ عليه وإستمراريته .. وهو : الإرتباط [ الزواج ] . فالإرتباط هو عمار الحب وسبب إستمراريته , وهو السعادة الحقيقية في دوامته . وهو الراحة والسعادهـ .
الحديث يطول جداً لهذا الباب .. حاولت جداً أن أختصرهـ ,
خروج [
~
سكن الليل والأماني عِذاب / وحنيني الى الحبيب عَذابُ
كلما داعب الكرى جفن عيني / هزني الشوق وأظناني الغيابُ
ياحبيبي هواك أضنى فؤادي / وكأن الجوى بجسمي حِرابُ
أضرم النار في الحنايا لهيباً / مثل ليلٍ أضاء فيه شِهابُ
وأنا في ذرى الغرام غريقاً / ملء عيني دجى كساه الضباب
أنا والشوق في الغرام ضحايا / سرق البعد عمرنا والغياب
قدر نهدر السنين سهارى / ليلنا غربة فكيف المآب
قدر نعشق الصعاب ونمشي / في طريقٍ به الشجاع يُهاب
كيف ألقاك والدروب شِراك / وعلى الباب حاجبٌ وحِجاب
بيننا ياضياء عيني بحوراً / يملؤ العين حرّها وسراب
ننشد الوصل قد يكون قريبا / هل على العاشقين ثم حساب
ربما نلتقي غداً ونغني / لحن حبٍ غناؤه مستطاب
وغداً تنبت الرياض زهوراً / ويعود الهوى لنا والشباب
كلما طال بعدنا زدت قرباً / يجمع الحرف بيننا والخطاب.
كونوا بخير يا عشاق ..