::: المحطة التاسعة :::
[ المُتطرّفون الآخرون ]
إن كُنا قد عانينا ( كمشرفين ) من أصحاب الجنوح الانفلاتي من الدين ، فإننا قد عانينا من الآخرين الذين كانوا في أقصى اليمين المتطرف ، و هؤلاء لهم أجواؤهم الخاصة المليئة بالعبارات الإقصائية ، و الموغلة في الأبراج العاجية ، و مُشكلتُهم التعجُّل في جلبِ النصر الأمة ، و كذلك حصر الحق على آحادهم و إخراجُ مُخالفيهم من إطار الحق أو إطار الدين بالكليَّة .!!
هكذا كانوا يُخاطبون غيرهم من خلال المنتديات و باسم الجهاد و الدين ، و كانت مواضيعم هي الأخرى مثيرة للجدل ، و مُكسبة للنقاش العقيم الذي يُنهى كالعادة بالإغلاق أو الحذف ، و هم بالطبع لا يتفهمون الواقع ، ولا يعرفون لذوي الفضل فضلهم و لا لأهل المكانة مكانتهم ، في إخلال سافر بقواعد المصالح و المفاسد ، و لذا كان المشرفون يتضايقون من أطروحاتهم لأنها تحمل لغة معيبة تؤدي إلى مصيرٍ معروف ، فبمجرد اعتماد مواضيعهم تظهر الفئة المعارضة ثم يبدأ مسلسل لا ينتهي من الكلمات النابية و التخوين و التبدع و التجهيل و الإشارات إلى التكفير .
هذه المواضيع و الأساليب بالإضافة إلى أنها خاطئة ، فإنها أيضًا تُضرُّ بالمؤسسة أو المنظمة أو المنتديات التي تظهرها من خلالها و تنتشر عبر صفحاتها ، و بناء على هذا ، فليس من المُستبعد أن تتم مُساءلة القائم على المنتدى بسبب تلك المواضيع ، و ليس من المستبعد أيضًا أن تُغلق الأبواب و الصفحات و يُحجب المنتدى ، و يُحجب القائمون عليه <=== الله يستر ( حِس أمني ) . لكن والله هذا شيء وارد جدًا ، و بالتالي فالسلامة لا يَعدُلها شيء ..!
أنا أعلم أن هذه النوعية من الأعضاء سيستمرون في التسجيل بين حين و حين ، و
لكني أطالب الإدارة و المشرفين أن تتعامل معهم بنفس التعامل الذي مع طرفهم و نقيضهم الآخر ، وهو الوضوح و الصراحة حتى الشفافية ، و أن يعلموا أن المنتدى يسير على أسس و شروط لا ينبغي الخروج عليها فإما البقاء بالمعروف أن التسريح بإحسان ، و بالتالي فلا يستقيم أن يَبقَوا إلا منضبطين مُقدّرين للمكان الذي هم فيه ، هكذا يجب أن نكون واضحين . و بالطبع فلم يسلم من يُنبههم أو يحذف لهم من عباراتهم و ألفاظهم ، و هم بعد تورطهم في نقاش يرمون المقابل بالجهل .
كانت المعاناة معهم مريرة إذا أتى النقاش ، فهؤلاء لديهم قناعات قوية قابعة في لُبِّ أدمِغتهم ، يَصعبُ الوصولُ إليها لتَحريها أو تخفيفِ حدّتها المتوترة ، و بالتالي فإبعادهم عن أجواء الناس هو الأسلم و الأجدر ، لأنهم يتعبّدون الله بأساليبهم و أعمالهم ،
و لا عجب أن يُقصوكَ من عُقُولِهم ، فقد أقصى إخوانُهم كثيراً من الآمنين عن الحياة بأعمالهم الإجراميّة الآثمة و الممتدة من جذورهم الفكرية باسم الجهاد و الدين و الشهادة في سبيل الله و نُصرة الأمة ، فلا هم للأمَّةِ نَصروا ولا للأعداء كَسَروا ، أعان الله المشرفين عليهم و على حدّتهم .
::: يتبع :::