ذهبت بقريبي إلى المستشفى لعارض ألمَّ به , فوجدت نفسي أجلس في كراسي الانتظار , فيممت نحو جوالي , وملاحظة جديدة , وكتبت مافاض به الفكر من كلام ..
في تلك الصالة الكئيبة !!
إن وقت الإنسان هو قيمته في هذه الحياة , ولب معيشته , وروح يومه , وهذه الروح لاتسكن ولاتخمد إلا بالموت , فإذا أردت أن تعرف قيمة الشخص وأهدافه في هذه الحياةِ فانظر فيما يصرف وقته , وبماذا يبذله , وعلى أي الأشياء تسير حياته وتمضي أيامه
أردت أن أطنب لكم في ذكر الوقت وأهميتهِ , والآيات الواردة والأحاديث , فتذكرت أني أخاطب عقولاً ناضجة تدرك أكثر مني .. فتوجهت وعزمت أن أنبه القراء الكرام بجزئية معينة تخص أوقاتنا وقدغفل عنها الكثير , ألا وهي فضلات أوقاتنا فـي هـدر, ودقائق دهرنا فـي عبث , وماذاك إلا من غمض للنعمة وكفرُ بهـا . .
فلدينا من الدقائق والساعات المهدرة فيما لو بذلت في سبيل خير لكان خير .. كحفظ آي ٍ من القرآن , أو شرح حديث , أو استغفار وتسبيح وتهليل , أو تأمل في صفحات كتاب ,ومن تلك الأوقات المبذرة , أوقات الإنتظار , كأن تنظر شخصًا يأتي إليك , أو تقف في طابور طويل في دائرة حكومية تنتظر إنهاء معاملتك , أو عند إشارة أو إنتظار نضج طعام , وما إلى ذلك ....!
إن هذه الدقائق المستحقرة في أعيننا لو جمعتها في سلك لوجدتها سَـاعات طـوال تنهي فيها المؤلفات وتجرد فيها المطولات ..
وإن لأذكر مقولة للشيخ المحدث / سعد الحميد, بأنه لايفرط بالدقائق المستحقرة , فهويصطحب كتابه معه في صالات الإنتظار والمواقف , ولقد فهرس كتاب مسند الأمام أبي يعلي وبمساندة وإقتناص لهذه الأوقات الضائعة
ويقول الشيخ / عبدالكريم الخضير محدثًا عن أحد الأشخاص أنه حفظ ألفية العراقي بسهولة , وذلك أنه كلما أراد الوضوء للصلاة حفظ بيتًا من المنظومة فيردده حتى يرسخ في ذهنه ..
كما لاننس ساعات الخلود للنوم , فأرى أنها من الأوقات الجميلة التي يستحب أن تقضى بقراءة كتابِ خفيف , فذلك خير من أن يسلم المرء لنفسه الوساوس والهواجيس
ولكننا قوم لانجيد استغلال الأوقات , بل نتفن في إحراق الدقائق والفتك بالساعات ..
وأحبُ أن أُنهِيَّ هَذا المَوضُوعَ بهذا المقطَعِ الصوتيِّ الجَمِيل !!
محبكم:
.