مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-10-2009, 10:17 PM   #13
عرشُ الضَادْ
عـضـو
 
صورة عرشُ الضَادْ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
البلد: ~في ملآئكية السمآء||
المشاركات: 218
دام لنا هذا القلم النزيــه ..

عندما نفتش في سيرة التاريخ .. ومرافئ الأدب .. تطالعنا الكثير من قصص الحب العذري .. الذي مالبث أن قلب حال أصحابه
وأنزلهم من النعيم الى الشقاء .. وماآل عليه حالهم من ضعف وذل ..

إن صدق التاريخ في نقل هذه الأحداث يجعلنا نقف طويلآ أمام أمر كهذا ونقلبه على جميع ووجوهه قبل الخوض فيه

,, كما أسلفت ياسيدي ,,,


(إلى كل قلبٍ يطرق قلبه للحب الأبدي .. تمهل , فالحب يحتاج لدراسة فلسفية في البقاء أو الرحيل ,
كي لا تعيش أسير الحرمان والذكريات .)


ومانحن ببعيد عن ولاّدة وابن زيدون ..فهو قد ذاق صنوف الألم وغصص البؤس ,,
بعد أن كان ينعم في بيت علم وعز وجاه وشرف رفيع ..وكان شاعرآ مثقفآ واسع الإطلاع والمعرفة ..
وتبادلا الحب .. على مدى ثلاثين سنة وكانت بحق سنوات مزهرات ..
إلا أن الوشاة قلبوا كل شيء ..ولم يهنأ لهم بال حتى أصبح العاشقان في لجة عميقة نهايتها الفراق والبعد ..

والعاشق الكبير أصبح يقبع في سجنه وحيدآ فريدآ ..


إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قدراقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،
كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ،
مبتسمٌ، كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ،أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،
بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،
بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،
فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،
وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
إليكِ،لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى
نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،
ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،
سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!


إلى أن هد جسده الحب وأضناه البعد ..وأدرك أن طرفه الآخر قد هجر حبه وودعه .. فقال :

أَجِدُّ وَمَن أَهواهُ في الحُبِّ عابِثٌ
وَأوفي لَهُ بِالعَهدِ إِذ هُوَ ناكِثُ
حَبيبٌ نَأى عَنّي مَعَ القُربِ وَالأَسى
مُقيمٌ لَهُ في مُضمَرِ القَلبِ ماكِثُ
جَفاني بِإِلطافِ العِدا وَأَزالَهُ
عَنِ الوَصلِ رَأيٌ في القَطيعَةِ حادِثُ
تَغَيَّرتَ عَن عَهدي وَما زِلتُ واثِقاً
بِعَهدِكَ لَكِن غَيَّرَتكَ الحَوادِثُ
وَما كُنتُ إِذ مَلَّكتُكَ القَلبَ عالِماً
بِأَنِّيَ عَن حَتفي بِكَفِّيَ باحِثُ
فَدَيتُكَ إِنَّ الشَوقَ لي مُذ هَجَرتَني
مُميتٌ فَهَل لي مِن وِصالِكَ باعِثُ
سَتَبلى اللَيالي وَالوِدادُ بِحالِهِ
جَديدٌ وَتَفنى وَهوَ لِلأَرضِ وارِثُ
وَلَو أَنَّني أَقسَمتُ أَنَّكَ قاتِلي
وَأَنِّيَ مَقتولٌ لَما قيلَ حانِثُ




أ/ بقايا ..عندما أغوص في متصفحك .. وأبحر في حروفك .. أجد أنها تشدني حتى الثمالة ..

سبكك المهذب يأسرني .. وتطويعك للحرف .. والكلمة ..لاتصدر إلا من عقلية فذّة متوهجة ..


لاجف لك قلم .. ولنبقى عشاقآ لحرفك الأنيق ..

عذرآ على إطالتي .. ولكن موضوعك مهيجآ للواعج الفؤاد ..

تقبل تحياتي العطرة ..
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]
لقد طّوفتُ في الآفاق حتى
رضيـتُ من الغـنيـمة ِ بالأيابِ [/POEM]
عرشُ الضَادْ غير متصل