[طير غيمار]

أهلاً بالحبيب (ولكنه غير الحب الذي تريد)

لله درّك ودرّ أبيك ولله أنت ..

أي شيء يكون التميز إن لم يكن هنا..

وأي تميز يحظى به هذا التميز إن لم يتشرف بأن يعلو موضوعك ..؟؟

أما الحب , فما أقساه وألذه فمهما تمادى العشق فإنه لذيذ

حزنه لذيذ , فرحه لذيذ , فراقه مرّ ممزوج بلذة , وصله لذة ممزوجة بتلك اللذة ..

ومالحب عن حسنٍ ولا عن ملاحةٍ ... ولكنه شيءٌ به الوح تُكلَفُ

وقد يعنف علي البعض حيث لذة العشق فأقول:

دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت فبعد ذلك عنِّفِ

ولاننكر تلك المقولة الشهيرة التي لانأنف أن نجدها مكتوبة على الجدران (( الحب عذاب)) .

لو كان لي قلبان عشت بواحدٍ ... وتركت قلباً في هواك يعذب

وهذا لا يتعارض مع أن للعذاب لذة :

عذبي ما شئت قلبي عذبي ... فعذاب الحب أسمى مطلبي

وماأرى من ضحايا العشق كالذي رواه لنا الأصمعي حيث يقول:

بينما كنت أسير في البادية , إذ مررت بحجرٍ مكتوبٍ عليه هذا البيت:

أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

فكتبت تحته البيت التالي:

يداري هواه ثم يكتم سره ... ويخشع في كل الأمور ويخضع

ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوباً تحته هذا البيت:

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ... وفي كل يوم قلبه يتقطع

فكتبت تحته البيت التالي:

إذا لم يجد صبراً لكتما سره ... فليس له شيءٌ سوى الموت ينفع
فعدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً , ومكتوب تحته هذان البيتان:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا ... سلامي إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم ... وللعاشق المسكين مايتجرع

مخرج:
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلــي يـَــأرَقُ ... وَجَــوًى يـَزيــدُ وَعَبْـرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى ... عـَيــنٌ مُسَهَّدَةٌ وقـَلْــبٌ يـَخـْفـِـقُ
مَا لاحَ بـَــرْقٌ أوْ تَـــرَنّمَ طائـِــرٌ ... إلاّ انْثَنَيْتُ وَلــي فُؤادٌ شَيـّـقُ
جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي ... نَـارُ الغَضَا وَتـَـكِلُّ عَمّا يُحـْـــــرِقُ
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ ... فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَـــــــقُ
وَعَذَرْتُهُمْ وعَــرَفْتُ ذَنْبـي أنّني ... عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منـهُـمْ مـا لَقــــُوا

ودمتـــ سليم العشق ..