مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-12-2003, 05:45 PM   #7
الوسيــــــم
عـضـو
 
صورة الوسيــــــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
إن طريق العلاج من هذه الآفة العظيمة سهل يسير لمن سهله الله عليه، إنه يحتاج إلى نية صادقة وعزيمة قوية، ومعاهدة النفس ومحاسبتها ومجاهدتها للتخلص من هذا العبث المدمر..

علاج هذه الظاهرة ينقسم إلى عدة أقسام :

1- الآباء والأمهات
(أ) احفظ الله يحفظك :
أيها الآباء والأمهات الكرام اعلموا أن أعظم الحفظ أن تحفظوا الله في السر والعلانية وأن تجتنبوا ما يسخطه سبحانه فإن ما تفعلانه حال حياتكما ربما توفنه في أولادكما قال ابن رجب ( ان الرجل بصلاحه يحفظ بولده وولد ولده وأهله أجمعين ) وقال سعيد بن المسيب ( والله يا بني إني لأزيد في صلاتي رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا قوله تعالى : ( وكانَ أبوهما صالحا ) ..

(ب) المراقبـــة :
والمراقبه تنقسم الى قسمين

الأول :ــ مراقبـة الله تعالى
إن مراقبة الله من أعظم الأمور التي تعين على محاربة هذه الظاهرة إذ أن مراقبة المولى سبحانه تستدعي أن يلتزم الوالدين بكل الآداب الشرعية والتكاليف الربانية فلا يقصران في أمر من الأمور حتى يكون الوالدان قدوة حقيقية لولدهما أما إذا خالف الوالدان أوامر الله ولم يتئدبا بآداب الشرع المطهر فأي قدوه لولدهما فيهما ..

الثاني : ـ اتقان التحكم في الأبناء
معرفة من يخالط الابن ، ومعرفة من تخالط البنت ، يجلس الأب مع أصدقاء ابنه ، وأن تجلس الأم مع صديقات ابنتها ، أن يزور الوالد مكان تعلم ابنه ويعرف من يخالط ومن يجالس ويظهر له حقيقة المراقبة ، أن يعرف سر كثرة المكالمات وما الغاية منها وما الهدف المرجو من هذه المكالمات؟ وكذلك تراقب الأم ابنتها ولا تتركها مع سماعة الهاتف في خلوه فالمراقبة تحرز بعد ذلك حسن العاقبة ..

(ج) الحكمة في التوجيه والمراقبة الحسنة :
إن من الأسباب الأكيدة التي أدت ببعض الشباب والفتيات إلى الوقوع في هذه الظاهرة هو فقد التوجيه والتربية الحسنة وذلك أنه حينما يخطئ الابن أو تخطئ البنت فإن الوالدين لا يحسنان طريقة التوجيه فيوبخ المخطئ أو المخطئة توبيخاً شديدا أكبر من الخطأ الذي وقع أو وقعت فيه فيكون بعد ذلك نفرة بين الوالدين وابنائهما حينما لا يلاقي الابن أو البنت التوجيه السليم حول خطورة هذه الظاهرة وما تجره من الخزي والعار ..

2- النصح والتوجيه العام :
إن هذا الأمر لا بد منه في كل علاج نريد أن نسلكه فعلى سبيل المثال انظر أخي وانظري أختي كيف هب العالم بأسره لمحاربت المخدرات وكيف جندوا الوسائل والطاقات ، الا ترون وسائل الاعلام كيف جندت لمحاربتة الا ترون الحكومات كيف تضرب بيد من حديد للقضاء على هذه الظاهرة ..
نقول مثلاً بمثل لا بد من نشر النصح والتوجيه العام عن خطورة هذه الظاهرة سواءا عبر الاعلام أو في المنتديات العامة أو عن طريق عقد ندوات ومحاضرات لأجل كشف عوار هذه الجريمة وتبيين العلاج الناجع لها ونصحاً واظهاراً للحق في هذه المسأله لمن وقع فيها وابتلي بها ..

قال صلى الله عليه وسلم : ( كل راع مسئول عن رعيته ) ولا شك أن الطلبة والطالبات راعايا للمدرسين والمدرسات وهم أمانة في أعناقهم ومسئولين عنهم يوم القيامة فمن واجبهم على اساتذتهم النصح لهم وتوجيههم حتى لا يقعوا في هذه الظاهره وغيرها من الظواهر السيئة ..


3- الصــلاة :
قال تعالى: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
الصلاة هي أوثق عرى الإيمان وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين فالصلاة لا يخفى أثرها الا على من طمس معالم قلبه الجهل والظلم والبعد عن منهج الحق إن الصلاة هي قوام الدين وعموده ولن تقوم لأمة الإسلام قائمة إلا بالمحافظه عليها فهي منبع الأخلاق ومنهج الهدى فعليه أقول ان المعاكسين إذا ادوا الصلاة حق الأداء بأركانها وواجباتها وخشوعها وسننها فإنها حتماً ستنهاهم عن الفحشاء والمنكر قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وليست الصلاة المقصودة هي التي تحضر لها بجسدك وتغيب عنها بقلبك فهذه ليست بصلاة ولن تنهاك عن الفحشاء والمنكر ..


(4- خلاصة الكلام :
وخلاصة كل ما تقدم أقول أن أسباب الوهن الذي وقعنا فيه والداء الذي غرقنا فيه هو الابتعاد عن منهج الحق سبحانه القائل : ( إن هذا القرآنَ يهدي للتي هي أقومُ ويُبشرُ الذين يعملون الصالحاتِ أن لهم أجراً كبيرا ) إن الطريق الأقوم الذي لاعوج فيه هو طريق القرآن وطريقة القران في القضية هي العفاف قال تعالى : ( قل للمؤمنينَ يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فرُوجَهم .. الآية ) وقال : ( قل للمؤمنات يغضضنَ من أبصارهنَّ ويحفظنَ فرُجَهن .. الآية ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته تزني يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا ) وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه بها ) وأخيراً اقرءوا قول الله تعالى : ( إن الذين يحبونَ أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابُُ أليمُُ في الدنيا والآخرةِ والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون )

5- الزواج:
يقول النبي : { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }
والتبكير بالزواج يكسر حدة الشهوة عند الشباب والفتيات، لذا يجب على أولياء الأمور أن يزيلوا المعوقات التي من شأنها أن تصرف الرجال عن الزواج أو تؤخر سن الزواج..
والزواج فيه مصالح اجتماعية كثيرة تعود على الفرد والمجتمع منها:
المحافظة على الإنسان، وافتخار الأولاد بانتسابهم إلى آبائهم، وسلامة المجتمع من الانحلال الخلقي، وكذلك سلامة المجتمع من الأمراض الفتاكة التي تنتشر بسبب الزنى ..
فإن الزواج سكن روحي ونفساني بما يحدثه من المودة والألفة والمحبة بين الزوجين..



6- تعويد الفتيات على عدم الرد على الهاتف إلا بعد معرفة شخصية المتصل ..

7- وضع جهاز الهاتف في مكان مكشوف ومسموع ليصعب استغلاله في المعاكسة ..

8- عدم السماح للأبناء بأخذ جهاز الهاتف في إحدى الغرف بحجة الرغبة في سماع المتحدث أو البعد عن الإزعاج ..

9- عدم تمكين الفتيات من الذهاب لوحدهن إلى الأسواق والأماكن المختلطة لأنها سبب التعارف وتبادل الأرقام ..

10 - منع الفتيات وتحذيرهن من قبل ولي الأمر من التبرج وإظهار المحاسن عند الخروج من المنزل ..

11 - نشر الشريط والكتيب الإسلامي الذي يعالج هذا الانحراف ومرافقتهم إلى المحاضرات والندوات الدينية ..

12- ملاحظة وقت الكلام وخاصة إذا كان الكلام همسا أو وقت الصلاة أو آخر الليل أو في مكان بعيد عن الأنظار..

13- عدم ترك الفتيات وحدهن في المنزل لأي سبب من الأسباب ..

14- البعد عن أسباب الإثارة: كإطلاق النظر على النساء , وسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة، والمجلات الساقطة، فكل هذه الأمور تهيج الشهوة وتثير الغريزة وتشجع على الفساد والانحلال ، فهي من أعظم ما يوقع في شراك المعاكسات ..


ملاحظة هامة : إن اغلب المعاكسين لا يتسلطون على أهل المنزل إلا إذا وجد من يبادلهم المعاكسة ، فكثير من البيوت سلمت من هذه الظاهرة لأنها سلبية تماما مع المعاكسين فلينتبه لذلك أولياء الأمور والأمهات ..


اعلم أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت المؤمنة :
أن الخوف من الله عز وجل هو العلاج الناجح لأي تفريط يقع فيه الإنسان، لأن الخوف من الله يثمر تقوى الله عز وجل، والتقوى هي فعل المأمورات واجتناب المنهيات، والرجل أو المرأة اللذان يرجوان الله والدار الآخرة يدفعهما ذلك إلى مراقبة الله تعالى والخوف منه..

ولا شك أن للمعاكسات الهاتفية مثالب وأخطار كثيرة، يجب معرفتها وتبصير الناس بها وتحذيرهم منها..


فمعرفة الخطر جزء من العلاج، لأن من عرف خطر الشئ ربما دفعه إلى تركه ..

وسنتطرق إلى أخطار المعاكسات في المشاركة القادمة ..

تابعونا ..
__________________


الوسيــــــم غير متصل