النفس تتعود دائماً على الرفاهية والمرح . تتأقلم سريعاً بعكس الشدة أو الحال الصعب . وحينما نضع الموازنة بين عصرنا هذا والعصر القديم . فإن حالهم مختلفٌ بلا شك . من حيث أن الحياة قديماً كانت بسيطه . والبيوت متشابهه . والفقر متشابه . لذا تكون النفوس متساويةً ومستقرةً بحالها دون ضجر . والحال قديماً متعود على الجلادة وتحمل المشقه وستر النفوس . والحال الآن فيها من المضاهاة الشيء الكثير . وفيه من وسائل الترفيه الشيء الكثير . فيكون الواقع أشبه للمثال التالي : إنسانٌ تلبى له كل إحتياجاته وكل متطلباته وكل ما يريده وما لايريدهـ . بلا شك . سيعيش الهم والكسل . لذا لو تأملنا مشاهير العالم . لوجدنا أن نهايتهم الإنتحار . بعدما أخذوا من الدنيا كل شيء دون حرمان , حتى وصلوا مرحلة اليأس وفقدان طعم الحياة بموازنتها من حيث الشقاء والسعادهـ .
بوركتي على طرحك الذي أجدهـ فريداً بفكرته .
__________________
*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*
|