مشاركتي في منتديات الإسلام اليوم :
حينما أتحدث عن الشيخ الدكتور سعد الشثري فإنني أعتقد أنني أتحدث بلغة أخرى تُغاير كل لُغاتِ المُحبين ، و أتحدث حديث الابن إلى أبيه المُحسنِ إليه ، حيث استفدت من الشيخ كثيراً ، و تشرفت بالجلوس أمامه طالبًا على مقاعد الدراسة الجامعية فصلين متواليين ..!
في صبيحة اليوم الثاني بعد وفاة والدي رحمه الله ، تلقيت ذلك الاتصال من والدي الآخر الشيخ سعد الشثري ، فكان نعم المطمئن و نعم المواسي ، الكلمات الصادقة بلا تكلف و بكل عفوية هي التي كانت ترد إلى مسمعي منه و أنا أحد طلابه في الجامعة ، و من المغمورين أيضًا .. أخذ يسألني عن وضعي الاجتماعي و المادي و كأنه يُبدي استعداده لبذل كل ما أحتاجه . و هكذا العلماء ووقوفهم مع طلابهم في الشدائد ، و أنا أتذكر هذا الموقف الأبويّ الحاني أتذكر تعامل الأفذاذ من أئمة الإسلام مع طلابهم ، إنه خُلقٌ توارثهُ الكرامُ كابراً عن كابرٍ .
الشيخ سعد رحيله عن هذا المنصب التكليفي يُسعدني و لكنه في نفس الوقت يُحزنني ..
يُسعدني : لأنني أعلم أن للشيخ همة تناطح الثريّا في نشر العلم و التعليم و الدعوة إلى الله ، و أداء زكاة الوجاهة ، كما هو حال الأكابر من علماء السلف ، فهو بإذن الله سيتجدد و يتفرغ للأعمال الدعوية ، و الجهود الاحتسابية ..
و يُحزنني : لأنني أخشى أن يفهم المراهقون الفكريون - من العجزة و الصبيان - أنهم أطاحوا بالشيخ ، و لكن يواسيني في هذا أن الشيخ سعد من أكثر الناس عقلانية و اتزانًا و أناة ، و انتظروا الجديد القادم ، و الشيخ في كرسيه في المساجد و الجامعات و القنوات يُعدُّ من يُناوءكم و يباغتكم في معركتكم الخاسرة .
أستاذ حمد .. شكراً لك ياصاحب الحرف اللطيف ، و الخلق الشريف .