الأخ ناقد : يبدو لديك كثير من اللبس حول مفهوم الفردانيّة لأنك مرة ترى حرية الفرد ومرة تراها مقيدة بالشرع , طبعاً لا أسألك عن المسيحي وغيره فلايخفاني ما تؤدي إليه الليبرالية , لكن حين يقرأ لك أي قاريء سيسال بما أن الإسلام كفل لي حريتي المقيدة بالشرع فلا داعي لليبرالية , وبذلك يكون قضيتَ على أهم خصائصها .
فليبرالي يقول بقيود على السوق الحرة , وحدود الشريعة , والسياسة المستمدة من الشرع صار سلفي وليس ليبرالي ولا يحتاج نقول للناس تعالوا لليبرالية فدونكم الإسلام فهو أعم , وحين تتشابه المصطلحات بين الليبرالية والاسلام فلابد من تحرير المصطلح كـ حرية عدل مساواة حينها سيظهر الفرق لأنه إما أن تكون بما يريده الشرع بالعدل والحرية والمساواة فيكون الإسلام مكتفياً بذاته لاحاجة لي ليبرالية قديمة ثم جديدة ثم مابعد الليبرالية ,أو بما لايريده الشرع فتكون خروج عن الملة وإلحاد كما هي في مفهومها الفلسفي ,
وما العمل حين يخرج منهج أو مفهوم فلسفي جديد كما يبشرون به الآن وهو مابعد الليبرالية هل ستستمر عليها أم تترحل مع المفهوم الجديد وتتركها ؟.
وتقول :
((هنا مكمن الخطأ ... وهو الاعتقاد بأن ( الليبرالية دين ) أو منهج مضاد للأديان !
لا يا سيدي .. ليست مكملة للدين الإسلامي ولا لأي دين ... بل هي منهج يحقق ( إرادة الفرد ) وإرادة الفرد - أياً كان - مكفولة في الدين الإسلامي .
يعني ... الدين الإسلامي ( كفل للفرد إرادته ) ولم يرغمه على شيء
الليبرالية ... منهج يحقق من خلالها الفرد إرادته .))
أنا لا أسلم لك بأنها منهج بل هي دين إلحادي كما يقرره فلاسفتها في منبعها الأول لكن بعض المحاولين لتبيئتها عندنا لم يجدوا سوى المواءمة ولو بالقسر لكن تنزلاً , أفهم من كلامك أن الصحابة لم يحققوا إرادتهم لخفاء منهج الليبرالية عليهم فظلوا في جهل حتى جاء القرن العشرين فاكنتشفنا منهج الليبرالية ليحقق لنا هذا الذي لم يستطع الصحابة والقرون المفضلة على فعله !!؟ وهذا لازم كلامك لم آت بشيء جديد..
وتقول : ((الليبرالية تدعو - كما قلت - لتحقيق ( إرادة الفرد ) هذا هو جوهرها
لكن الليبرالية يختلف تعريفها باختلاف مجالها ... فالليبرالية السياسية تختلف عن الاقتصادية والأخلاقية ووو
وتختلف بحسب رأي الفلاسفة من متشدد في الحرية وآخر غير متشدد ... فهناك من يدعو إلى إجبار الفرد على بعض الأشياء - كالتعليم - وآخرون لا يرون ذلك ...
لذلك قلت إنها تختلف من فيلسوف لآخر حسب مجالها وحسب الفيلسوف الذي يعرفها ..
لكن الكل يطمح إلى ( تحقيق إرادة الفرد وحريته ) ))
هنا لديك لبس في ليبرالية شمولية وليبرالية جزئية وليبرالية توهميّة ؟ فحين تحل الليبرالية في كل شيء فهي شموليّة وحين تكون في الاقتصاد أو في السياسة فهي جزئية ؟
ثم هناك ليبرالية كلاسيكية وليبرالية حديثة _ وقد ذكرتَهاأنت قبل ذلك _ فهي مزيج بين جملة من الآراء الفلسفيّة , ثم هناك من ينحو في تطبيقاتها نحو التطرف وهناك من ينحونحو الاعتدال النسبي للمتطرف لكنها كلها للمسلم انحلال من الشرع .
واللبس الآخر خلطك بين الليبرالية والديمقراطية حين ذكرتَ قبل طريقة اختيار الحاكم وهو ليس حديثنا عن الديمقراطية بل عن الليبرالية في مفهومها الفلسفي وجوهرها الذي جردتَها منه حين صار النص له السلطة عليك !
ثم في الأخير تقول : ((أنا أريد تحقيق المبادئ التي كفلها الدين الإسلامي من حرية المعتقد والفكر والسلوك فيما لا يتعارض مع المبادئ الإسلامية وحقوق المسلمين .)
هل قصر الإسلام معك في تحقيق ذلك ومع المسلمين منذ نزل الشرع قبل 1430 سنة ؟ أم لم نكتشف طريقة لنيل حريتنا إلا عبر الليبرالية _ على التسليم بكونها منهج _.
سؤال أضفه مع المداخلة : هل يجوز شتم الله وسبه وشتم نبيه صلى الله عليه وسلم أم هي من الحرية المقبولة لديك ؟
سأفتح لك الاسئلة حتى تنهيها كلها لكن بعد أن يحرر مصطلح الليبرالية ويزول الغبش .
آخر من قام بالتعديل النفس المتحررة; بتاريخ 10-10-2009 الساعة 12:49 PM.
|