عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: حيث القلوب الرحيمة
المشاركات: 3,252
|
.: [ تــــ جّ ـــــار الأعـــــراض .. إلى أين .. ؟؟! ] :.
.: تــ جّ ــار الأعراض .. إلى متى .. ؟! :.
حَقِيْقَةً لَا يُمْكِنُنِي نِسْيَانُ هَذا اليَوْمِ , يَوْمِ الأَحَدِ المُوِافِق 1430/10/23هـ , إِذْ كَيْفَ لِيْ أَنْ أَنْسَاهُ وَقَدْ تَكَوَّرَتْ فِيْهِ الْمَشَاكِلُ الثّلاثُ , بِاتِّفَاقِ الْهَدَفِ , وِاخْتِلَاف الْوَسَائِلِ وَالأَفْرَادْ ..
يَبْدَأُ هَذَا الْمُسَلْسَلْ بِالْحَلْقَةِ الْأُوْلَى , وَذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِي بِرِحلَةٍ مَعَ أَحَدِ زُمَلَائِي فَي قُرَابَةِ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ تَقْرِيْباً , إِلَى أَنْ رَجَعْتُ مِن تِلكَ الرِّحْلَةِ فِي قُرَابَةِ السَّاعَةِ 1:45 , وَبَيْنَمَا أَنَا فِي طَرِيْقِ رُجُوعِي لِلْبَيْتْ , حَيْثُ الرَّاحَةِ وَالأُنْس , أَوْقَفَنِي زَمِيلٌ آَخَرُ لِي , ثُمَّ بَدَأَ يَتَحَدََّثُ بِعَيْنٍ حَزِيْنَةٍ عَن تِلْكَ التَّصَرُّفَاتِ التِي يَتَلَقَّاهَا هُوَ وَأَحَدُ أَقَارِبِهِ مِنْ أُوْلَئِكَ { تُــ جَ ــارُ الْأَعرَاض }.. صَدِّقُونِي أَنِّي رَأَيْتُ دَمْعَ عَيْنِهِ يِحْبِسُهُ لِيُوَاصِلَ سَرْدَ مَأْسَاتِه ..
انْتَهَتْ هَذِهِ الْحَلْقَةُ , وَبَدَأَتُ بِالْحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ , ذَلِكَ بَعْدَ دُخُولِي لِلْبَيْت فَتَحْتُ صَفْحَةَ الْمَاسِنْجَر لِلإِطِلاَعِ فَقَطْ , وَعِنْدَ الدُّخُوْلِ فَاجَأَنِي أَحَدُهمُ بِطَلَبِ مُحَادَثَة , بَدَأَتُ بِمُحَادَثَتِهِ , وَبَدَأَ بِتَذَمُرِهِ مِن حَوْلِ مَا يَجْرِي لَهْ , يُحَدِّثُنِي عَمَّا يَجرِيْ لَهُ مِن مُضَايَقَةٍ مِمَّن حَوْلَه , لَا سِيَّما فِيْمَنْ يَتَلَبَّسُ بِغَيْرِ مَا آتَاهُ الله , عَلَى شَتَّى أَنْوَاعِ التَّلَبُّسِ وَتَغَيُرِهَا , فَأَيْقَنْتُ بِكَثْرَةِ أُولَئِكَ { تُــ جَّ ــارَ الأَعْرَاضْ } ..
أَمَّا الْحَلْقَةُ الثَّالِثَةُ فَهِيَ مَا دَعَتْنِيْ - بِصَرَاحَةٍ - لِكِتَابَةِ هَذَا الْمَقَالِ , حَيْثُ تَجْتَمِعُ فِيْهَا الْمِآسِي مِن كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبْ , وَذَلِكَ بَعدَمَا أَغْلَقْتُ مُحَادَثَةَ الْمَاسِنْجَر , وَخَلَدْتُ إِلَى فِرَاشِي , وَبَيْنَمَا أَنَا فِي هَذَا الْوَضْعِ يَدْخُلُ عَلَيَّ حَبِيْبِي وَأَخِي الْأَصْغَرُ قَائِلاً : أَبُو أَيُّوْب .. وَالله العَظِيْم هَالدِّنيِا مَا بَه رَاحِة , وَبَعْدَ حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ دَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ , أَوْضَحَ لِي أَنَّ شَابَّا هَرَبَ مِنْ أَهْلِهِ قَبْلَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , وَهُوَ الْآن يَعِيْشُ عَلَى مُتَاجَرَتِهِ بِعِرْضِه , فَأَعْطِهِ مَالاً لِيُعْطِيْكَ حَرَاماً , فَقَد أَعْطَاهُ الله مِنَ الْجَمَالِ مَا يَدْفَعُ لِذَلِك , حَدَّثَنِي عَنْ كَيْفِيْةِ تَقَاذُفِ الشَّبَابِ لَهُ لِيَأخُذَ كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهُم مَأْخَذَهُ الْأَدْنَى الْحَقِيْر , حَدَّثَنِي عَنْ مَأْسَاتِهِ لِمَا يَجْرِيْ لَهُ , كَيْفَ لَا .. ؟! وَقَدْ تَصِلُ الْمُتَاجَرَةُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِد لِأَكْثَرَ مِنْ 17 مَرَّةٍ , فَنَعُوْذُ بِالله مِنْ تِلْكَ الْوَقَاحَةِ , وَنَسْأَلُ الله الْعَافِيَة , وَالْمُشْكِلَةُ أَنَّ هَذَا الشَّابُّ بَدَأَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ لِلْآخَرِيْنَ , لِيَحْصُلَ عَلَى مُقَابِلَ مَا يَتَعَيَّشُ بِهِ عِنْدَ أَصْحَابِ (( الْحُوْشِ وَالشُّقَقْ )) , حَيْثُ لَا يَجْلِسُ عِنْدَ أَحَدِهِمْ بَعْدَمَا يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ إِلَّا بِمُقَابِلِ مَالْ , وَسَبَبُ هُرُوْبِهِ هُوَ أَهْلُهُ لَا سِيَّمَا وَالِدَهُ وَأُمّه – وَلَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْ هَذَا الْجَانِبْ - ..
* إِنَّنِيْ وَبَعْدَمَا أَعِيْشُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَآسِيْ يَتَجَلَّى لِيْ رُؤْيَةُ هَذِهِ الْمُشْكِلَةِ مِنْ زَاوِيَتَيْن , وَلَنْ أُسَلِّمَ بِالْمَلاَمَةِ عَلَى أَحَدٍ دُوْنَ الْآخَرِ , وَلعَلِّي لَا أُطِيْلُ فِي كِلِّ زَاوِيَةٍ خَشْيَةَ الْإِمْلاَلْ , وَتَتَكَوَّنُ الزَّاوِيَتَانِ مَنْ :-
1) سَبَبُ الْمُتَاجَرَةِ (( الشَّبَابُ الْوَسِيْمِيْن )) : تَذَكَّر أَيُّهَا الْمُبَارَكُ – حَرَسَكَ الله بِعَيْنِِهِ – أَنَّ عِرْضَكَ تَاجُ عَفَافِكَ , فَكُلُّ شَيْءٍ يَهُوْنُ إِلاَّ الْعِرْضْ , فَاْحْذَرْ مِنْ تِلْكَ الْأَنْيَابِ الْتِي تَبْعَثُ عَلَى وُجُوْدِ الْحَنَانِ , وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ, فَوَالله إِنَّهَا أَنْيَابٌ سَفَّاحَةٌ لِلأَعْرَاضِ وَالْأَخْلاَقِ , وَتَذَكًّر مَا يَقُوْلُ الْقَائِلْ :
إِذَا رَأَيْتَ نُيُوْبَ الْلَّيْثِ بَارِزَةً *** فَلاَ تَظُنَّنَ الْلَّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَعَالِجِ الْأَمْرَ بِرِفْقَةِ مَنْ تَثِقُ بِدِيْنِهِ وَأَمَانَتَهُ وَصِدْقِهِ وَنَصِيْحَتِهِ , وِلاَ تِسْتَسْلِمْ لِمِثْلِ هَذِهِ التَّفَاهَاتِ , وَالتَّهْدِيْدَاتِ , فَأَنْتَ مَكْمَنٌ خَطِيْرٌ , فَلاَ تُضَع نَفْسَكَ وَشَرَفَكَ بَالتَّمَيُّعِ وِالصَّمْتِ عَمَّا يَجْرِي لَكْ ..
الْمُسْتَفِيْدِيْنَ مِنْ هَذِهِ التِّجَارَة : كَيْفَ يُوْصَفُ الْعُرِيُّ بِهَذَا اللِّبَاسُ , لِبَاسَ مَا يُسَمَّى بِـ
(( الْبَزْرَنْجَه )) , كَانَتِ الرِّجَالُ لاَ تَرُدَّهَا الْجُيُوْشُ فِي الْسَّابِقِ , فَكَيْفَ بِشَابً يَرُدُّ رُجُولَتَكَ وَدِيْنِك , تَذَكَّرْ – أَيُّهَا الْمُبَارَكُ – أَنَّ مَنْ زَنَى يُزْنَى بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِ بَيْتِهِ , وَمَنْ فَعَلَ اللِّوَاطَ بِأَبْنَاءِ النَّاسِ فَسَيَفْعَلُ النَّاسُ بِأَبْنَاءِهِ وَإِخْوَتِهِ مِثْلَ مَا فَعَلْ , (( ومن طق باب الناس طقوا الناس بابه )) , وَلاَ تَقِفُ وَتَقُوْلَ هَذِهِ شَهْوَتِي فَكَيْفَ أُوَاجِهُهَا . فَلِكُلِ دَاءٍ دَوَاءٍ , وَلِكُلِ مُشْكِلَةٍ عِلاَج ..
بِصَرَاحَةٍ أَحِبَّتِي الْمَوْضُوْعُ يَحْتَاجُ لإِشْبَاعٍ أَكْبَرُ , وَوَقْفَةٍ تُبَيِّنُ مَدَى خُطُوْرَةُ الْقِيَامُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْتِّجَارِةِ , وَبِئْسَ التِّجَارَةُ مَا تَكُوْنُ فِيْمَا حَرَّمَ الله ..
هَذِهِ لَحَظَاتٌ عُجْلَى , وَكَلِمَاتٍ حُبْلَى , آَثَرَتِ الْمَبِِيْتُ هُنَا , وَأَحْبَّتِ التَّسْطِيْرَ فِي هَذِهِ الْحَدِيْقَةِ الْغَنَّاء , فَتَقَبَّلُوْهَا مِنْ قَلْبٍ نَاصِحٍ مُحِبٍ , وَأَوْدِعُوْهَا فِيْ قَلْبٍ صَادِقٍ يُحِبُّ الْنُّصْحَ – كَمَا هِيَ قُلُوْبِكُمْ - ..
وَكَتَبَهُ مُحِبُّكُمُ الْمُعْتَزُ بِدِيْنِهِ فِيْ تَمَامِ السَّاعَةِ 1:30 م يَوْمَ الثُّلاَثَاء 24/10/1430هـ
[/font][/color][/indent][/b]
__________________

اقتباس من توقيع أبو رازان
آخر من قام بالتعديل بدر بن عبدالله; بتاريخ 15-10-2009 الساعة 02:19 PM.
|