مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 14-10-2009, 08:11 AM   #5
ناقد فكري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: .......
المشاركات: 766
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها المجسطي


الأخ الفاضل ناقد فكري :

تحية طيبة تزدحم بكل معاني الأخوة والتبجيل لك :
أنا على عجلة من أمري فلدي سفر ومن هنا فأنا مضطر
لرمي جميع الأوراق أرجو أن يكون ردك إن لم تتفق معي وحدة واحدة
لان اجتزاء كلامي والرد عيه سطراً سطراً عملية غير مفيدة بالنسبة لي
مع الشكر لك ان بينت لي كيف تتم توعية الناس واقاذهم من وحل التخلف .

الفرق بيني وبينك أنني أُفَسّر ما نعيشه من أوضاع وأنت تَصِفُه !
لو كنت أصفُ الأوضاعَ ومقدار التخلف والتشرذم الذي نعيشه لاستطعت أن أصنع هجائية
أقذع من هجائيتك !
وقد كان لي مداولات مع طيب الذكر- أعاد الله أيامه - أخونا قاهر الروس
اعترف لكم جميعا بأنني متراجع في كثير مما طرحته ، لأنني شعرت بأن ذلك ليس سوى جلداً
لذات هذا المجتمع المطوق والمختنق ، والذي وجد نفسه بهذا الشكل وليس لديه قدره على
اتخاذ مصيره كالذي ولد بمرض مزمن ، فهو ليس مسؤلا عن مرضه ومع ذلك فالطبيب
يلومه ويحقره وفوق ذلك لا يصف له دواءً شافياً .

نحن عندما نصف المجتمع ونلومه بهذا الشكل نكون كشخص ٍ يحط من قدر الجاحظ لعدم
إلمامه ببرنامج الوورد
، فعملية الوصف تلك تفصل أي حدث عن سياقه الزماني
والمكاني ، صحيح ان الجاحظ لايجيد ذلك لكن عند تفسير هذا الحدث وتحليله فإننا
لا ندين هذا الفذ .


عميلة الجلد تلك التي يتعرض لها المجتمع بسياط أبنائه ليست سوى صورة مكبر للمثل
الشعبي " أبوي ما يقوى الا امي " فالمثقف لدينا لابد أن يصنع له منافساً ليمارس معه
نقائض شبيهه بنقائض جرير والفرزدق ، ومن هنا فأسهل طريق هو المجتمع حيث يفتح
له باب الإعلام على مصراعيه ، أما السلطة فلاطاقة له بها ومن هنا فهو دائما يبرئ
ساحة السلطة ويدين المجتمع .

الحضارة الغربية فعل تراكمي ناتج من تجارب إنسانية مشتركه فوجود قيم كالحرية مثلا
ليست مسؤولية المجتمع الغربي الحديث فقط ، بل إن اغلبهم ولد وعاش فوجد الناس على
نمط معين فتعايش معهم ، فهذا الفرد نتيجة لا سبب ، وكذلك الفرد الذي عاش في مجتمع عربي
ولد في مجتمع مصاب بأمراض ليس هو بذاته مسؤلا عنها فهو في المقابل نتيجة لمجتمعه
وهذا ليس تقليلا وتهوينا من أوضاعنا السيئة ولكن لأن الظواهر الاجتماعية أشياء
مركبة ومعقدة لايمكن ان تفسر بهذا الاختزال ، واستخدام علاقة السبب والنتيجة
عملية غير صحيحة يعني ان نقول مثلاً :
المجتمع فيه كذا إذن هو المسؤول عن كذا


ما يحدث في الغرب يحدث لدينا تماما ، والعامي في لاس فيجاس هو نفسه العامي "بخب الجطيلي" وكليهما صاغه المجتمع وقولبه حسب قيم السائدة فالفرد نظرا لانغماسه في تحقيق ذاته بعيدا
عن أي اعتبارات أخرى فانه يبدأ في استيعاب مفاهيمه من المجتمع المحيط به وهنا تأتي
أهمية المثقفين والنخبة ومقدار ما يقدمونه من تضحيات مشكلتنا في الخاصة وليس العامة
ومشكلتنا مشكلة نخبة لا جماهير مشكلتنا اخيرا مشكلة ساسة لا رعية ، فالحضارات قائمة
على جهود قلة قليلة من الناس .
قبل انسى هل انت مستعد للتوقيع مع بيانات الاصلاحيين من امثال عبدالله الحامد ومتروك الفالح؟




اليابان ثاني اقتصاد بالعالم ودولة لايخلو موطأ قدم في الدنيا من جهاز أو أداة من صنع أبناءه
ومع ذلك فثلاثة ملايين من أفراده منبوذون مستقذرون من مجتمعهم ولا يتزوجون الا من
فئتهم و يمارسون مهنة مستقذرة عند اليابانيين أتدري ماهي ؟
إنها الجِزارة
يعني إذا أتى احدهم يخطب قال هونا لقيناك قصاب !

لوالدة حفظها الله تذكر لي تقول :
في التسعينات الهجرية كنا نجتمع عند عمك ابوعبدالله كل اثنين رجالا ونساء ( يعني خليطي )
في سطح المنزل وحينها نكون قد اعددنا المشن و التلفزيون أتدري لماذا ؟
لمشاهدة سميرة توفيق تصدح بصوتها الشجي ( والكلام للوالدة ) !
أتريد أكثر من هذا الانفتاح والمرونة ؟
من الذي مرر مشروع الصحوة وجعل الناس بمثل هذا التشدد الذي
تزدريه ؟ من الذي غير الناس ونقلهم بمثل هذه النقله النوعيه ؟
اليس هو السياسي ؟





.


مرحباً بك عزيزي ... أتمنى لك التوفيق في سفرك وأن يعينك الله على عنائه ...

عزيزي ... نقاشنا الآن يتمحور حول : هل نبدأ بالاصلاح السياسي أم الاجتماعي ؟ وهل سبب التخلف الاجتماعي هو السياسي ؟

أخي الفاضل ... نقطة الخلاف بين السياسي والإصلاحيين هي : أن الإصلاحيين يريدون الانقلاب في أوضاع البلد ( بصورة مفاجئة وغير مرتب لها )

والسياسي يريد أن يبدأ بالإصلاح الاجتماعي أولاً ... حيث أن المجتمع غير قادر وغير مؤهل لقيادة أموره ومصالحة ... وقد برهنت لذلك آنفاً ...

ومنذ فجر السياسة السعودية تجد أن السياسي هو الذي يقود الاصلاح في البلد ، والمجتمع يصر على العودة للوراء وعدم التقدم ... بل في أحلك الظروف والتي يفترض أن يقف فيها المجتمع مع السياسي لصد هجمات الاعتداء على الوطن نجده يقول : ليس للدولة أن تدخل الكفار في بلدنا !

العدو أمامنا ويكاد ان يفتك بنا وهو يقول : هذا حرام ! الفتاوى تنهال من كل حدب وصوب ومن أكبر مرجعية دينية في البلد وهو يردد : اتقوا الله ولا تدخلوا المشركين في جزيرة العرب !


الله يصبر السياسيين علينا بس !


ــــــــــــــــــــــــــــــــ


طيب أنت سألتني سؤال : هل أنت مستعد للتوقيع على مطالب الاصلاحيين ... أقول لك : لا .. بل مستعد للتوقيع على المطالبة بإصلاح المجتمع ... وأنا بصراحة مستغرب من أوقات إصدار الإصلاحيين لبياناتهم ومطالبهم فهي لا تأتي إلا في أوقات عصيبة وفي عدم استقرار البلد !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكرت حكاية والدتك ... صحيح هذه هي طبيعة البلد ... فيها من التسامح الشيء الكثير ... لكنه كل ما حاول العودة لتلك المبادئ السمحة يقال له : اتق الله هذا حرام !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


طيب قلت : السياسي هو من أنشأ الصحوة ... وأرد : يا سيدي لا السياسي والمجتمع معصومان من الخطأ هناك أخطاء من الطرفين ... نريد الآن الإصلاح ... والمجتمع غير متقبل لهذا الاصلاح ... لا بد أن يضع المثقف يده بيد السياسي لكي يتقدم بالبلد للأمام ... يا سيدي ارجع بالوراء لعام 1420 وقارن بين تلك الأوضاع وبين أوضاعنا الآن !

هناك بون شاسع !

ألا يدل ذلك على أننا نسير إلى الأمام ؟
ناقد فكري غير متصل