[اليراع الأبيض]

اقتباس و بكل صراحة أن كثيراً من العلماء الذين يعتنون بعلم العقيدة - و هي الركيزة الأساسية في هذا الدين – إن كثيراً من هؤلاء يعيشون عزلة بينهم و بين واقعهم ، فهم يبذلون كثيراً من الأوقات و الجهود و يُترفون المؤسسات بالبحوث العلمية التي تتحدث عن الفتن السائدة في العصور الأولى و القرون الخالية كالفتن الطارئة في أبواب الأسماء و الصفات أو القدر أو غيرهما ، بينما تجد المذاهب الفكرية المعاصرة تنخر في صميم العقيدة و تدك الأسس و تقوَّض الأركان ، و لا نجد ذلك الاهتمام الذي رأيناه في أبواب العقيدة الأخرى ، مع أن الفتن في هذا العصر قد أصبحت في المذاهب و الأفكار .

أخالفك أيها المفضال في ذهبت إليه في هذه الجزئية
نعم يجب ألا تهمل هذه التوجهات المنحرفة لكن مع ذلك فيجب أن يكون الإهتمام بالعقيدة أولى ـ في رأيي ـ لأن الناس إلى الآن لا يدركون أسس العقيدة كاملة , فلو كانوا كذلك لما استطاع ساحر أن يبيت هنا و لما استطاع أي شخص كائن من كان أن يهدم الأسس سواء بتوجهات عصرية كالتي ذكرتها أو توجهات قديمة ,كما أن وقت شيخ الإسلام لا يقارن بوقتنا هذا من ناحية التأصيل العقدي عند الناس بينما واقعنا قد يرتكب أحد نواقض الأسلام فلا ترى الإستنكار إلا من قلة ممن عندهم علم أو أصحاب الأساسات القوية الراسخة .
كالإستهزاء بالدين مثلاً أو يظن أن الأحكام الوضعية أفضل من أحكام الشريعة .

لكن نحن نحتاج حقيقة أن يعنى كثير من الدعاة بهذا الأمر و كذلك العلماء , لا نريد أن يتكرر ما حصل في شهر زاد و غيرها .

كا لا يخفى عليك فواقع طلبة العلم و العلماء ليس كعامة الناس , فلو ترى أن طلاب العلم المبتدئين يكون التوحيد عندهم و شرحه من الأساسات ثم بعد ذلك تكون الفروع فيكون من العار ـ إن صح التعبير ـ على طالب العلم أن يجهل نواقض الإسلام بينما لو سألت رجل من العامة عن نواقض الإسلام لما أتى بها كاملة , لذلك إن كان قصدنا في هذه البحوث عامة الناس فرأيي كما هو أما إن قصدت مجتمع طلبة العلم المؤصلين فأوافقك .


بارك الله فيك أيها الصمصام و جزاك خيراً