[المعتز بدينه]

أ.الصَّمصَام :

اسْتَوْقَفَنِي اِطْلاَقُكَ لَقَبَ الْلُصُوْصِ عَلَى هَؤُلاءِ , وَلاَ أُخْفِيْكَ أَنَّهَا عَمَلِيَةُ نَهْشٍ وَسَرِقَةٍ يَعْبَثُ بِهَا هَؤُلاءِ اللصُوْصِ كَأَنَّهُمُ الْخَفَافِيْشُ لاَ تَرَاهُم إِلا عَلَى أَشْكَالٍ تُوْحِي بِذَلِكَ .. وَالطًّيُوْرُ عَلَى أَشْبَاهِهَا تَقَعُ ..

وَكَثِيْرٌ مِمَّنْ يَقَعُ فِي هَذَا الأَمْرِ الْمُخْزِي , يَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ الْوَحِيْدُ الْمُتَضَرِّرُ بِفَعْلَتِهِ تِلْك, وَلَكَأَنَّهُ تَنَاسَى أَنَّهُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ , الَّتِي هِيَ مَنْبَعُ رِسَالَةِ الْهُدَى وَالْحَقِّ , هَدَى الله بِهَا مَنْ هَدَى , وَظَلَّ عَنْهَا مَنْ ظَل ..

كَمْ هُوَ مُحْزِنٌ أَنْ تُغْتَالَ هَذِهِ الْبَرَاءَةِ , وَتُنْحَرُ تَلْكَ الْكَرَامَةِ , فِيْ مَشْهَدٍ حَيَوَانِيٍّ لاَ تَرْضَاهَ الْبَهَائِمُ فَضْلاً عَمَّن كَرَّمَهُمُ الله , وَرَفَعَ شَرَفَهُم وَذِكْرَهُم ..

أَيُّهَا الحَبِيْبُ الْغَالِي :-
إِنَّ اسْتِشْهَادَكَ بِتَقَدُّمِ أَحَدِ الضَّحَايَا لَكَ , هُوَ اسْتِشْهَاٌد يَدُلُّ عَلَى بَقَاءِ الْخَيْرِيَّةِ , وَأَنَّ مَنْ وَقَعَ فِيْ هَذَا الْمَوْقِفِ الْمُذِلِّ عَلَيْْهِ الرُّجُوْعُ إِلَى مَنْ يَثِقُ بِدِيْنِهِ وَتَرْبِيَتِهِ لِيَكُوْنَ لَهُ مَلْجَأً وَمَخْلَصاً مِنْ تِلْكَ الْمَشَاكِلِ .. وَلَكِن أَيْنَ مَنْ يَفْهَمُ أَنَّ الْوِقَايَةَ خَيْرٌ مِنَ العِلاجِ , بَلْ أَيْنَ مَنْ يَفْهَمُ الآن أّنَّ الْمَرْءَ عِنْدَمَا يَقَعُ فِيْ مِثْلِ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يُبَادِرَ لإِنْقَاذِ نَفْسِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَهْلَكَةِ وَالعُرِي ..

أُسْتَاذِي الصمْصَام .. وُجُوْدُكَ هُنَا تَوَاضُعٌ مِنْكَ لا أَعْرِفُ كَيْفَ أُعَبِّرُ عَنْه ..

كُلَّ الشُّكُر أ.الصمْصَام ..