أودّ أن ألفت النظر إلى أن المسائل الكبار كدقائق الجهاد ومسائل الإيمان والتكفير
والقضايا المصيريّة التي تهم الأمة لا يحلّ أن يفتي فيها إلا أهل العلم الكبار الذين شهدت
لهم الأمة بالإمامة في الدين ولا يجوز لطلبة العلم فضلا عن العوام أن يفتي فيها ..
فالعلماء الكبار أدرى الناس بمقاصد الشريعة وواقع الأمة فهم أجدر الناس
لئن يفتوا في مثل هذه المسائل .
فيا شباب الإسلام !
توعية الأمة ليست بحاجة إلى داعية متحمس ولكن إلى مجتهد متفرّس ..
فهل آن لكم أن تفرقوا بينهما ؟!
وأن تعرفوا أن ( فقه الواقع ) راجع إلى الذين شابت رؤوسهم مع نصوص الشارع ؟!
إن جرأة كثير من شبابنا - هداههم الله - على أهل العلم واستصغارهم لهم
وتعظيمهم المدهش لحملة قصاصات الجرائد لنذير شر مستطير ..
فالرجوع الرجوع إلى العلماء الكبار في القضايا الكبار كأمثال شيوخ الإسلام في هذا
الزمان :
الألباني
وابن باز
والعثيمين
تنجحوا وتفلحوا وتسعدوا ..
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في معرض حضه على الرجوع إلى أهل العلم المجتهدين في
المسائل الكبار والقضايا العظام :
(( بل إذا عرضت النوازل روجع بها أصولها فوُجدت فيها
<< ولا يجدها من ليس بمجتهد >> وإنما يجدها المجتهدون .. ))
الاعتصام ( 1 / 361 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
(( وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق - أي دقائق أحكام
الجهاد - من وظيفة خواص أهل العلم ))
منهاج السنة ( 4 / 504 )
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
(( العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل فهذا النوع الذي
يسوغ لهم الإفتاء ويسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرض الإجتهاد وهم الذين قال فيهم رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها
دينها " .
إعلام الموقعين ( 4 / 212 ) .
فالعجب من أولئك الشباب الذين يزهدون في المشايخ الكبار الذين أفنوا أعمارهم مع العلم
تعلما وتعليما من أمثال : الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل الوادعي وعبد المحسن العباد
وغيرهم فلا يرجعون إليهم في القضايا الكبار كمسائل الجهاد والتكفير ودقائق
السياسة الشرعية ويلجؤون إلى طلبة العلم ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
وإلى الله المشتكى من غربة الإسلام وأهله في هذا الزمان .
محبكم ::
أسير الدليل
|