وَطَنٌ يَئِنُّ تَحْتَ وَطْأةِ الفِتَنْ !!
.
.


وَطَنٌ يَئِنُّ تَحْتَ وَطْأةِ الفِتَنْ !!
مَا أنْ تَسْتَفيقُ الأمَّةُ وَتُصْبِحُ في يَومٍ ، إلاَّ وَ نَزْفٌ يَجريْ مِنْ فُؤَادِهَا ، إذْ أنَّ المُجتمَعاتُ المُسْلِمَةُ أصْبَحتْ بَيْنَ أَنيَابٍ لا تَرْحَمْ ، مِنْ أفكَارٍ وَعُقولٍ تُنَغِّصُ لَهَا حَيَاتُهَا ، فَإنْ كُنَّا بَنَيْنَا الأمْنَ في إعْدَادِ أنْفُسِنَا وَأبنَائِنَا في حِمَايَةِ أوطَانِنَا بَعْدَ اللهِ سُبحَانَهُ وَتَعاَلى مِنْ أعْدَائِنَا في مِلَّتنَِا وَعَقيدَتِنَا ، وَجَدْنَا لأبنَائِنَا وَبِكُلِّ أسَفٍ شَديدٍ يَدٌ في خَرْقِ أمَنَ حَيَاتِنَا ، وَ أنَّنَا سَنَعيشُ الأمَرِّينَ في ذَلِكَ ، فَالمُجْتَمَعَاتُ المُسْلِمَةُ إمَّا بَيْنَ قُضْبَانِ الاحتِلالْ وَقُوَّاتِ الدَّمَارْ ، وَإمَّا بقُلوبٍ لأبنَائِهَا مُلَغَّمَةً أُضْرِمَتْ في عُقولِهُم الكَرَاهيَّةُ لِبِلادِهم وَمُجْتَمَعاتِهْم ، في الوَقتِ التيْ تَكونُ الأمَّةُ بِأمَسِّ الحَاجَةِ لَهُمْ ، فَإنْ كُنَّا لا نُغْمِضُ أعيُنَنَا مِنْ فِتَنٍ عَمَّتْ بِلادِنَا مِنْ أهلِ العُقولِ المُنْحَلَّةِ مُفَجِّريْ الفَضيلَةَ ، وَ مُحيي الرَّذيلَةَ ، وَجدْنَا أيضَاً أنَّنَا لا نَفتَح أعيُنَنَا بَعدَ طَرْفِهَا مِنْ تَعَدِّيٍ مِنْ أبنَائِنَا عَلى بُلدَانٍ للمُسلمينَ آمِنَة .
حُزْنٌ يُؤْلِمُ القَلْبَ ، وَدَمْعٌ ضَاَقَتْ بِهِ العَيْنْ ، وَوَطَنٌ يَشْكُوا الغَدْرَ والضَّيم ، أيَادٍ حَانيَةٍ تُربِّيْ ، وَأعينٌ بَعدَ اللهِ تَرْعَى ، وَمِنْ ثُمَّ يُنكرُ المَعْرُوفُ وَتُهْدَرُ المَبَادِئُ وَالأخلاَقُ الدِّينيَّة ، وَ تُزَعْزَعُ القُلوبُ لِتَصْحوا الأمَّةُ عَلى فَقْد ابناً مِنْ أبنَائِهَا في أحْضَانِ مُجتَمَعٍ لَهُ رَبَّاهـُ وَ أكرَمَه ، وَكأنَّ أُمَّتَهُ نَاقِصَةٌ للمَآسيْ التيْ تُحِيطُ بِهَا مِنْ كُلِّ الجَوانِبْ ، غَيرَ أنَّ استِغْلالَ بَعْضِ العُقولِ بِشَيءٍ يُنْسَبُ للدينِ لِيُسَارَ عَليْهِ وَإنْ لَمْ يَكنُ لهُ في الدِّينِ مِنْ شَيءْ .
إِنْ كَانَتْ الأمَّةُ تَسْعَى في زَرْعِ أبنَائِهَا بِعُقولِهْم وَأبدَانِهمْ دِرْعَاً لَهَا ، وَحُصونًا مَنيعَةً مِنْ أعدَائِهَا ، فَكيْفَ لَهَا أنْ تَحْفَظَ نَفْسَهَا مِنْ أبنَائِهَا ؟!
إنَّ أرْضَنَا لَهيَ وَطَنٌ يَئِنُّ تَحْتَ وَطْأةِ الفِتَنْ ، فَمِنْ هُنَاكَ أعْدَاءٌ لِمِلَّتِنَا يُسَاومونَ بِحَيَاتِهمْ لِيَقْضوا عَلى دِينِنَا وَ أُمَّتِنَا التَيْ شَقَّ بِهَا النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ الهُدَى وَالنَّورْ ، وَ مِنْ هُنَاكَ أعْدَاءٌ يَعيشونَ بَيْنَنَا لأقَلامِهمْ فَحيحٌ يَنْفُثونَ بِهِ الشَّر وَالرَّذيلَةَ و مُرَادُهم تَشْييعُ الفَضيلَةَ وعلومُ الديِّنِ في هَذهـِ البِلادْ لِتَحيَى شَهَواتُهمْ وَتَثْمُلَ عُقولُهم ، وَهَا نَحْنُ بَينَ أبنَاءٍ مِنَّا وَفينَا سَلُّوا سِيُوفَهمْ بِوجوهِنَا بَدلاً مِنْ أنْ يَضَعوهَا في أعدَئِنَا ، فَنشْكو لَكَ يَا رَبَّنَا ضَعْفَ حَالِنَا . اللَّهُمَّ أرنَا الحَقَّ حَقَّاً وَارزُقنَا إتِّبَاعهُ وَأرنِا البَاطِلَ بَاطِلاً وَارزُقنَا اجتِنَابَهُ وَلا تَجْعَلهُ مُلتَبِسَاً عَلينَا فَنَِظِلَّ ، اللَّهُم و احفظْنَا مِنْ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنْ .
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَاَنَ مِنْ خَطأ فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَانْ
عُذرَاً.. فَعُذرَاً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتم بِحفْظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|