.
.
أَحْيَانًا نَرْكَبُ قَاربَ الحَيَاةِ ، وَتَسِيرُ بِنَا أَمْوَاجُ البِحَارِ ، وَلا نَعْلَمُ عِنْدَ أَيِّ شَاطِئٍ سَتَضعنَا ..!
الأَيَّامُ تَبْدُوا لَنَا أَحْيَانَاً جَمِيلَةً ، وَأَحْيَانَاً أُخْرَى تَبْدُوا لَنَا كَئِيبَةً مُظْلِمَة ، رُبَّمَا لأنَّنَا نَعِيشُ غُرَبَاءُ بِمَرْكَبٍ دَاخِلَ بَحْرٍ يَسيرُ بِنَا لا نَرَى حَوْلَهُ مَا يَجْعَلُنَا نَأْمَنُ حَيَاتنَا ، وَلا وجُوهَ نُقَابِلُهَا وتُسْعِدُنَا .
كُنْتُ أَتَرَقَّبُ كُلَّ لَحْظَةٍ وَفي كُلِّ وَقْتٍ عَلَى سَطْحِ مَرْكَبِ الحَيَاةِ مَا يُوصِلُنَا لِشَاطِئ نَأمَنُ فِيهِ وَنَرْتَاحْ .
تَأْخُذنَا الحَيَاةُ بَعِيدٌ عَمَّا نَشْتَهِي وَنُرِيد ، وَفَجْأَةً نَجِدُ أَنَّنَا مُتَوَقِّفُونَ عَلَى شَاطِئٍ مَا لَم يَكُنْ يَومَا قَريبْ .
حَيَاةُ مُخْتَلِفَة تَمَامَاً عَمَّا كُنَّا نُفُكِّر وَنَعْتَقِد ،وَأَشْكَالٌ وَأَلْوَانٌ لَمْ نَتَصَوَّرهَا يَومَا وَلَمْ نَتَخَيَّل
وَجَدْتُ نَفْسِي دَاخِلَ مَدِينَةٍ هَادِئَةٍ جَمِيلَةٍ لَطِيفَة ، وَأَقْوَامٌ يَعِيشُونَ فِيهَا بِطِيبِ قَلبٍ و أَنْفُسٍ بَريئَةْ
كُلُّ هَذَا لَمْ يَكُنْ شَيْئَا بِالنِّسْبَةِ لِيْ لأنَّني أرَى وُجُوهَاً وَلا أَعْرِفُ أَصْحَابَهَا ، وأُقَابِلُ نُفوسٌ وَلا أَعْلَمُ مَا تُخْفِيهِ لَنَا ، وَأَسْمَعُ كَلاماً يَختَلِفُ تَمَامَاً عَنْ لَهَجَاتنا وَكلامَنا ..
أَصْبَحْتُ أَعِيشُ في عَالَمٍ مَجْهُولٍ ، أشبَهُ مَا يَكونَ بِسَرَابٍ لا حَقِيقَة
أحملُ أَمْتِعَتي أَتَجَوَّلُ بَيْنَ الشَّوَارِعِ وَالأزِقَّةِ كَفَقِيرٍ يَفْتَرِشُ الطُّرُقَاتِ ويَتَوسَّدُ الأرصِفَة
لَمْ أَكُنْ يَومَاً أَعْلَمُ أَنَّ في هَذِهِ المَدِيَنَةِ قَلْبَاً يَحْمِلُ أَطْيَبَ قَلْبٍ وَرَحْمَةٍ
وَوَجْهٍ صَبُوحٍ يَرْسِم ُعَلَى وَجْهِي الابْتِسَامَة ..
لَنَا عَوْدَةٌ إنْ كَتَبَ اللهَ ذَلِكَ
.
.