الموضوع في غايه الاهميه
مطلب : النصيحة وما يتعلق بها : ويقبل نصحا من شفيق على الورى حريص على زجر الأنام عن الردى ( ويقبل ) قبول طاعة وإذعان وانقياد وعرفان ( نصحا ) مفعول يقبل ، وهو عبارة عن إرادة الخير للمنصوح له . قال الحافظ ابن رجب : النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان .
وفي صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الدين النصيحة ثلاثا ، قلنا لمن ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المؤمنين وعامتهم } . [ ص: 45 ] وذكر الإمام الحافظ في شرح الأربعين النووية عن أبي داود صاحب السنن أن حديث النصيحة أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه . وقال الحافظ أبو نعيم : هذا حديث له شأن . ذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين .
وخرج الطبراني عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يمس ويصبح ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم } .
وخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { قال الله عز وجل : أحب ما تعبدني به عبدي إلي النصح لي } . وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال { بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم } .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { حق المؤمن على المؤمن ست ، فذكر منها : وإذا استنصحك فانصح له } .
قال الخطابي : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له قال : وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع .
فمعنى النصيحة لله سبحانه صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته . والنصيحة لكتابه الإيمان به والعمل بما فيه .
والنصيحة لرسوله التصديق بنبوته وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه .
والنصيحة لعامة المسلمين إرشاده لهم إلى مصالحهم .