مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 03-11-2009, 06:12 PM   #42
خوي السرور
عـضـو
 
صورة خوي السرور الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
البلد: بريدة ـ الاسكان 4 شرق مسجد كعب الإحبار <<< ييزي ؟
المشاركات: 8,848
اقتباس
سأله أحد الأخوة عن تجربته في جهاد أفغانستان فكانت إجابته ( وهي مدعاة لتشاؤمه في نظري كذلك ) :

كلما ذكرت هذه التجربة - أو ذُكرت لي - عصفت بي عشرات العواطف والأحاسيس والإخفاقات، على رأسها أقذر عملية غسيل دماغٍ مرت بها الأمة تحت اسم الجهاد، تلك التجربة شكلت لي أنا بالدرجة الأولى - والحديث عن نفسي هنا وعن بعض الرفاق – مجرد معركةٍ لا ناقة لنا فيها ولا جمل، معركة حشدت لها سيدتهم أمريكا – وأعني بالضمير هنا – تلك الحكومات العربية والإسلامية التي حضتنا وحرضتنا – بالوكالة عن أمريكا - وقدمت لنا كافة التسهيلات والأموال والمواصلات والتخفيضات اللازمة لنحول نحن وغيرنا أفغانستان إلى مستنقعٍ فيتنامي للسوفيت، وكان الدعم الأمريكي سخياً جنونياً لا مثيل له .

صورايخ ستينجر أمريكية مضادة للطائرات، بنادق الإم 16 أمريكية، رشاشات عوزي الإسرائيلية، أسلحة جديدةٍ مصنوعة في مصر جاءتنا - بشحم مصانعها - بأوامر من فخامة وسيادة الرئيس المصري ! تخيل آخر نكتة حاكم مصر يدعم حالة أمريكية اسمها الجهاد ! لو قلت لي يأجوج ومأجوج خرجوا لصدقت، أما أن يُدعم الجهاد من قبل الحكومة المصرية مثلاً فصدقني حتى الساعة أشعر بالارتباك ! كتائب أفغانية تتبع أمراء ما يعرف بحرب الجهاد تتدرب فوق الأراضي الأمريكية، خبراء أمريكان في قلب أفغانستان والمناطق الحدودية، إغماض الأبصار عن جميع الأنشطة التي يسمونها راديكالية في الشرق والغرب لجمع الأموال وحشد الرجال باسم الله !

ولك أن تتصور قيام من يشاء وقتما يشاء في أي مسجدٍ يشاء وفي أي مركزٍ إسلامي يشاء على وجه البسيطة بالدعوة للجهاد، وجمع الأموال دون أن يجرؤ أحدهم على أن يقول له : مين حضرتك، وبأمر من تجمع ؟! يا حبيبي إذا ضباط جوازات المطار هنا في الرياض وفي كراتشي وإسلام أباد كانوا يحيوننا أينما حللنا بقولهم : مرحباً بالمجاهدين، ويحاول ضابط الجوازات أن يكون فقيهاً فيقول لك : - وحصل معي هذا شخصياً - أهم شيء تكون مستأذن من والديك ؟! ترى ما يجوز تخرج من أذن والديك، موظف صيانة يصعد على متن الطائرة في مطار الظهران ويقول رايح أفغانستان : أقول له : نعم، يقول ادع لي، الثاني أقول له : وين رايح يا فلان على مهلك، يقول : هي تذكرة ذهاب بلا عودة .

حتى الطائرات السعودية المتجهة لباكستان كانت تمنع الموسيقى إكراماً لجهاد وكالة المخابرات الأمريكية ال cia وضيوفه ورجاله وأغبياءه بالوكالة ولا أخجل من القول : إنني كنت على رأس أولئك الأغبياء، مع يقيني أن الله تعالى سيجازي كل مسلمٍ على نيته، وأن من كُلم أو قتل فأرجو أن يتقبله الله لصدق نيته، لأنه فيما أحسبه كان صادقاً في خروجه، مع جهله بأبعاد الدور الذي كان يؤديه .

يا سيدي لا تقلب المواجع، فوالله وبالله وتالله إنها لأوسخ فترة وأقذر فترة وأقبح فترة – من وجهة نظري - وأفجر وسيلة تم من خلالها اقتيادي واقتياد الشباب إلى ذلك الأتون المستعر، جهاد دعمته أمريكا، وقامت به سبعة أحزابٍ ثلاثة أرباعهم من كبار ملاك ومهربي وزارعي أفيون العالم ! وفي المقابل ما أظن أن الله جل وعلا سيغفل عن غش المسؤولين - لنا هنا - الذين قدموا تلك التخفيضات، وغضوا أبصارهم لصالح حليفتهم الأمريكية الصديقة، كي نؤدي حرباً عنها بالوكالة .

أما شيوخنا ! أستغفر الله العظيم، أما بعض ببغاوتنا، دعاة الزهد سابقاً، وسماسرة البنوك والأراضي المنهوبة لاحقاً، من خطباء المساجد ومحرضي الضلالة خطباء كل شيءٍ بريالين ( إلا من عصمه الله تعالى ) دعاة التشبه بابن أدهم وابن المبارك والثوري والأوزاعي وبكاء الزهد الكاذب، فأسأل الله العظيم أن لا يربح لهم تجارة، ولا يوفق لهم مسعى، ولا يغفر لهم ذنب، من تحت المكيفات كانوا يبكون الثكالى والأيامى والأيتام والمساكن، بل ويرشدون الناس إلى شراء البطانيات الرخيصة لصالح اللاجئين الأفغان من قلب البطحاء بمدينة الرياض، ويشاء الله وتمر الأعوام، ويتصرم عقدان فيكفرون بشيءٍ اسمه جهاد الطلب، قبل أن يمسخهم الله – كرةً اخرى - فيعلنون على الملأ أن جهاد الدفع يسقط أيضاً لأن ولي أمر المسلمين بريمر قد مُكن الله له في الأرض ! أحرق الله تلك اللحى في الدنيا قبل الآخرة !

لا يا سيدي لا تستحق الكتابة سوى بعض الخطرات والتأملات على الأرض وفي الشخصية التي رافقتني، سوى النظر في وجوه بعض الشباب المؤمن الصادق هناك من الصوامين القوامين، الذي تم التغيرير به على أيدي بعض شيوخ الدنيا والدين، والحكومات الحليفة لأمريكا !

ما الذي تغير ؟! أخشى إن تحدثت أن أقتيد ثانيةً لدار ابن لقمان فتتوقف مشاريعي ومشاريع بنياتي لأجل من لا يستحق أن تضحي لأجله أو تفكر فيه حتى ! وأنا رجل مريض للغاية، ولكن خذ هذه القصة على الطائر، كنت عائداً إلى مبنى المباحث في عليشة لاستلام حاجياتي قبل أعوامٍ، وفي غرفة الاستراحة دار حديث بيني وبين شابين زين لهم إبليس أو النفس الأمارة بالسوء الخروج لأفغانستان عقب الضربة، حكم على الشابين بالسجن لثلاثة أعوامٍ كاملةٍ، حكم شرعي عليه ختم الإفتاء إن أردت، ومموه بالبصمة المميزة لبطاطا أفندي ! وهو شيخ مشهور هذه الأيام يغشى الفضائيات بكثرة، وأخشى أن يتطور فيظهر في فيدو كليب راقص من إنتاج روتانا ! كان ينصح في تلك الحقبة بقراءة الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية، قبل أن يصاب بشيءٍ من التجليات الصوفية ويرقص السامري في أواخر عمره !

ما الذي تغير ؟

ضباط كانوا يحيوننا عند نقاط التفتيش، طائرات لا يجرؤ طياريها على رفع الموسيقى إكراماً لنا ولنبل القضية الأمريكية أقصد الأفغانية، كلمات وعظية تلقى داخل الطائرة، ولولا خطورة الكلمة على حركة الملاحة الجوية للطائرة، لسمح لهم الطيار باستخدام مايك الطائرة دون غضاضة وفي سبيل الله، أقصد وفي سبيل أمريكا، المضيفات لا يجرؤن على خدمة المجاهدين، فاقتصر وجودهن على ركاب الدرجتين الأولى والأفق، لأنه وفي الواقع الحوريات راح يخدمننا هناك ! ثم وش نبي بالحور الطين !

هذا قبل 11 سبتمبر من عام 2001،

بعد 11 سبتمبر أنفقت الإدارة الأمريكية أكثر من 800 مليار دولار على ما يعرف بالحرب على الإرهاب، بضاعتهم ردت إليهم، ورفاق الأمس أصبحوا أعداء اليوم، قبل أن يمسخوا لأصدقاء ثانيةً، بعض أمراء الحرب سابقاً تحولوا لطالبان في مرحلةٍ من المراحل، ثم بعد سقوطها ارتموا في أحضان أمريكا ثانيةً وتصرف لهم الأموال من قبل أمريكا الآن، وإذا انتصرت طالبان عادوا لها، هي حرب مصالح لا مبادئ، حرب عادات لا حرب الله، حرب قبلية لا إسلامية، ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، والأفغاني إن قال لك صباح الخير يوماً، فيجب أن تفتح النافذة لتتأكد من أن الوقت صباحاً أم مساءً ! قال لي الشيخ جميل الرحمن يوماً يرحمه الله، أمير كنر قبل اغتياله على يد شابٍ مصري : أصدق أفغاني عندنا يعادله أفسق عربي عندكم !

بالمناسبة وملحوظة مهمة : قد لا يعجب الكثيرين منكم هذا الكلام ويراه مغالاة وتطرفاً وبعداً عن الصدق والموضوعية، أنا أكتب ما أقتنع به، وأقسم بالله العظيم الذي رفع السماء سبع طباقاً، أن كمية الحقد الذي يقطره قلبي على أولئك المجرمين من الخطباء ودعاة الضلالة وقبلهم الساسة، لا يعدله حقد ولا غضب على وجه البسيطة، وأنني أكتب هذه الكلمات وأتمنى أن تعلق لهم أعواد المشانق في الميادين العامة، ويضربون بالجريد والأحذية في الشوارع والأزقة، ولكن عند الله تجتمع الخصوم وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم عن بكرة أبيهم .

لا أعادها الله من تجربةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ .

يااااااااهـ .. سبحان اللي أعطاهـ القوة في البيان والسخرية !

الصعاليك لا أبالغ إن قلت أنها صفحة البداية للمتصفح .. حتى لاتضيع أي مقالة يكتبها الرائع حسن مفتي ..
__________________
في بريدة ستي .. كانت لنا أيام :

http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=262111

( قلب حب 1 )
خوي السرور غير متصل