[قاهر الروس]

.
.

* القنصل /

هِيَ الدُّنيا قَائِمَةٌ عَلى صِرَاعٍ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلْ ، واللهُ غَالِبُ على أَمرِهـِ
عَسَى اللهُ أَنْ يَهديَنَا وَيُثبِّت قُلوبِنَا ..!!


* دندون /

لَمْ يَكُنْ الإشْكَالُ في أَنْ تَكُونُ سِيَاسَةُ أيِّ دَولَةٍ قَائِمَةً تَحْتَ مُسَمَّيات غَيْرَ أَنَّ الأفْعَالَ هِيَ المَطلَبْ ، و نَحْمَدُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَنَّ الدَّولَةَ التيْ قَامَتْ كَانَتْ وَلا تَزَالُ تَسيرُ عَلى مَنْهجِ القُرآنِ والسُّنة وَهَذا لا يَعْني العِصْمَةُ في الوُقوعِ في الأخْطَاءِ فَجَلَّ مَن لا يُخْطِئُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى ، وَيَبْقَى أنَّ المَقَامَ الذيْ شَرَّفنَا اللهُ بِهِ كَأرْضٍ حَاضِنَة لِرُموزِ الإسْلامِ وَوُجهَةِ المُسْلِمينَ هو مَا يَجْعَلُ هَذهـِ الدَّولَةِ أَدَامَ اللهُ أمْنَهَا واسْتِقرَارَهَا فيْ نُقْطَةٍ حَسَّاسَةٍ في قُلوبِ النَّاسِ في الشَّرقِ والغَربْ ، بَيْنَ مُسلمينَ يَروْنَهَا مَعْقِلَ الإسلامِ وَمَهْبط الوَحيْ وَرَاعيَةَ الإسْلام في شَتَّى بِقَاع الأرض ولا يَعنيْ بِذَلِكَ قُصور الدُّولِ الأخرى " الإسلاميَّة " مِنْ الدَّعوة وَرِعَايَةِ الإسلام وَأهلِهِ ، وَأيْضَاً وَاِقِعَةً مِنْ جِهَةٍ أُخرَى تَحْتَ أطْمَاعِ الغَربِ بِحِفَاظِهَا وَشَرفِهَا وَكَرَامَتِهَا ونِعْمَةِ الثَّروةِ الذيْ يُخرِجُهُ اللهُ مِن بَاطِنِهَا .

أَمَّا إنْ كُنتَ تَرَى هَذهـِ التَّغييرَات التيْ صَاحَبَتها انتِقَاصٍ بِحَقٍّ العُلمَاِء والدِّينِ وَالهَجمَاتِ عَليْهِم ، تَغيِيرَاتٍ إصْلاحِيَّةٍ ضِدَّ أهلَ التَّشَدُّدِ " كَمَا تَزْعُم وَتُسمِّيهم " فَالدَّولَةُ إنْ كَانَ مَنْهَجُهَا كَمَا تَرَاهـُ مُتَشَدِّدَاً مِنْذُ عَهْدِ المَلِكِ عَبْدِ العَزيزِ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهـُ حَتى اليَومَ ، فَإنَّ التَّشَدَّدُ الذيْ كُنَّا نَسيرُ عَليْهِ يجَعَلَ الأمَّةَ آمِنَةً أمْنَاً فِكْريَّاً ، لا كَمَا نَرَاهـُ اليَوْم ، وَليْسَ كَمَا تَرَاهـُ أنْتَ أو أرَاهـُ أَنَا ، لأنَّ مَنْ أُنزِلَ عَليْهِم القُرَآنُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاواتٍ مِنْهُم مَنْ لَمْ يُؤمِنُ بِهِ لأنَّهُ يَرَاهـُ بَاطِلاً ، فَكَثيرَاً مِمَّن يُزَيَّنُ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاللهُ المُسْتَعَانْ ، لَكِنَّ الأمْرَ يَخُصُّ رِجَالَ الدِّينِ وَالحَقٍّ لا عَامَّةُ النَّاسِ أو أَهْل الهَوَى والنَّفْس ، وَلا نَنْسَى أنَّ وَزيرَ الدَّخليَّةَ حَفِظَهُ الله قَالَ لَنَا يُخَاطِبُنَا " بِأنَّنَا مُسْتَهدَفونَ في عَقيدَتنِا وَوَطِنَنَا " وَقَاَل أيْضَاً " أنَّ هُنَاكَ مَنْ لَهُم اتِّصَالاتٌ بِجِهَاتٍ أجْنَبيَّة " أَو كَمَا قَال حَفِظَهُ الله ، فَهْوَ أدْرَى بِشَعْبِهِ وَمَاسِكٌ بِزَمَامِ الدَّاخليَّةِ ، وَيَعرِفُ مَا يَصُبُّ في مَجْرَى الإصلاحِ والفَسَادْ ، وَلا أَظُنُّ أَنَّ عَاميًّ فَضْلاً عَنْ رَجُلاً سِيَاسيَّاً حَكِيمٍ لا يُريدُ الإصْلاحَ لِشَعْبِهِ ، وَمَنْ هذا الذيْ لا يُؤيدُ الإصْلاحْ ، بَلْ نَحنُ بِحَاجَةٍ للنَّظَرِ في أَمْرِ المَعيشَةِ ، وَوَفْرَةِ العَمَلِ ، وَتَحْسينِ أوْضَاعِ مَنْ سَاءَت أَوْضَاعُهم ، لَكِنَّها أبدَاً لَنْ تَأتيْ عَلى حِسَابِ إفْسَادِ المُجْتَمَعاتِ أو اسْتِفزَازِهَا ..!!

وَإنْ كَانَتْ السِّيَاسَةُ السَّابِقَة للدَّولَةِ منذُ أَنْ قَامَتْ قَائِمَةً عَلى التَّشَدُّدِ ، فَإننَا رَأينَا في السِّيَاسَةِ المُتَشَدِّدَةِ حِنكَةُ وَحِكْمَةٌ سَارَتْ عَلى مَوَازِينٍ ثَابِتَةٍ عَسَى اللهُ أنْ يُديمَ عَليْنَا الأمنَ وَالأمَان .

شُْكرَاً لَك

.
.