.
بالمناسبة :
فالشيخ بكر أبو زيد قد ذهب إلى عدم جواز قول ( تحياتي ) بالجمع
فقد قال في كتابه ( معجم المناهي اللفظية ) :
" تحياتي لفلان :
( تحياتي لفلان ) رسالة في ( شرح لفظ التحيات ) للخيمي ص 50 , بتحقيق صلاح الدين المنجد , ضمن ثلاث رسائل في اللغة ( المجموع الثمين ) ج1 ص 11 , وفي كلامه نظر
لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب ، المتوفى سنة 642 هـ رسالة باسم ( شرح لفظة التحيات ) في ص 50 , جاء فيها ما نصه :
" فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات , إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى , لأن الملك كله بيد الله ، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ } الآية إلى آخرها , والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة ، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده ، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شريعته " اهـ )
أختنا سديم :
تأملي قول ابن الأثير في كتابه ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) ؛ لتعلمي أن الذي تطمئن إليه النفس ترك التحية بالجمع
قال - رحمه الله تعالى - :
" بابل التاء مع الحاء :
( تحا ) فيه {التَّحيَّات للّه }
التحيات جمع تَحِيَّة قيل : أراد بها السلام , يقال حيَّاكَ اللّه : أي سَلم عليك , وقيل : التحية المُلك , وقيل البقاء
. وإنَّما جمع التحية لأن ملوك الأرض يُحَيُّون بتحيات مختلفة , فيقال لبعضهم : أبَيْتَ اللّعن , ولبعضهم : أنْعم صباحا , ولبعضهم : اسْلَم كثيرا , ولبعضهم : عشْ ألف سنة , فقيل للمُسْلمين : قولوا التحيات للّه أي الألفاظ التي تَدُل على السلام والمُلْك والبقاء هي للّه تعالى .... "
*****
ثم أحب التذكير بأني وجدت قول لك التحيات : محرم لا يجوز
وقد بيّن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - هذا , كما بيّنه غيره
قال الشيخ في ( الشرح الممتع ) عن عبارة : ( التحيات لله ) :
" التحيات : جمع تحية ، والتحية هي التعظيم ، فكل لفظ يدل على التعظيم فهو تحية ، و ( الـ ) مفيدة للعموم ، وجمعت لاختلاف أنواعها ، أما أفرادها : فلا حد لها ، يعني : كل نوع من أنواع التحيات , فهو لله ، واللام هنا للاستحقاق ، والاختصاص ؛ فلا يستحق التحيات على الإطلاق إلا الله ، ولا أحد يحيا على الإطلاق إلا الله ، وأما إذا حيا إنسان إنسانا على سبيل الخصوص فلا بأس به .
لو قلت مثلا : لك تحياتي ، أو : لك تحياتنا ، أو : مع التحية , فلا بأس بذلك ، قال الله تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } لكن التحيات على سبيل العموم والكمال : لا تكون إلا لله . "
قصد الشيخ أن قول : لك التحياة حرام , لأن المعنى : لك كل أنواع التحيات
أما قول : لك تحياتي فجائز , لأن القائل خصصها بالضمير , فكأنه قال : لك كل اتحيات التي يحق لي شرعا أن أهديها لك فقط , وليس كل أنواع التحيات .
وبعد هذا :
فأنا شخصيا لست أستخدم أبدا كلمة ( تحياتي ) , بعدا عن الشبهة
فالله لم يذكر التحيات بالجمع إلا مخصوصة له , فترك التحية بالجمع لله تعظيما , إن لم يكن واجبا فهو خير
وقد وجدت أثناء بحثي فتوى للجنة الدائمة تفيد جواز هذا , بحمد الله .
والله أعلم
شاكرا لك هذا الموضوع الذي دفعني للبحث
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 06-11-2009 الساعة 12:51 PM.
|