أهمية طرح الموضوع من خلال نتائجه ( السلبية و الإيجابية ) :
الحوار يحتل الأهمية العظمى في حياة الإنسان وهو عنوان من عنواين الحضارة ، و حين التخلي عنه يصبح بين الآباء و الأبناء و المعلم و طلابه يكون الخلل في نظام الأسرة ، و في نظام المجتمع و تعلوه النظرة السلطوية الجافة ، و تنتزع الثقة من الكل بالكل ، فكم من متربٍ هرع إلى غير الثقات بفعل مجابهته بالإقصاء و الإسكات و إغلاق كل النوافذ التي يمكن من خلالها التواصل بينه و بين مربيه سواء كان معلمًا أو أبًا .
في المقابل كم من مترب امتلأ ثقة بنفسه و عاش نافعا فاعلا متفاعلاً في مجتمعه و أهله ، و أضحى عضوا يسير بالصلاح و للإصلاح بسبب ذلك التبادل الرائع بينه و بين مربيه . من هنا كان علينا أن ننظر بعين الأهمية لهذه القضية .
الحوار و الإقناع التأصيل الشرعي و الواجب التربوي :
الحوار كان منذ بدء التاريخ ، و القرآن الكريم مليء بالحوارات بين الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و بين أقوامهم ، كلها مليئة بالإقناع و الحجج ، لكي يجعلوهم على قناعة و بصيرة ، بل إن الرسول عليه الصلاة و السلام وهو صاحب الكلمة المسموعة و الطلب الملبى على كل الأحوال ، جاءة ذلك الشاب يطلب منه الإذن بالزنا ، فلم يكن الجواب هو القطع من أول وهلة ، و لك يكن إغلاقًا للباب دون سعي إلى تخليص القلب من كل تعلق قد ينفذ ، فكان الحوار الرائع : أترضاه لأمك .. لأختك .. فيجيب به عند كل سؤال : لا لا ..!
هكذا كان يرى المربي الأول ، و هكذا ينبغي أن تكون الحال ، في ظل الصوارف و تلقط أبنائنا من هنا و هناك ، فأين من يناديهم بعين الرحمة و الرأفة ، يبادلهم همومهم ، يسعى لمنعهم بإقناع ، و أمرهم بإقناع لتخليص قلوبهم من كل عالقة سواء ، و تعليق قلوبهم بكل خصلة خير ، ليعملوا بها و يسعوا إليها من تلقاء أنفسهم .
|