مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-11-2009, 09:13 PM   #4
بقايا ذكريات
ألق ~
 
صورة بقايا ذكريات الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: أن لا يبقى فيه أحـد !
المشاركات: 3,631


مدخلٌ روحاني : { في الحديث المرفوع قوله -صلى الله عليه وسلم ~ لعمر بن أبي سلمة ~ رضي الله عنه ~ وكان غلاماً في حِجرهـ ، وكانت يدهـ تطيش في الصَّحْفَةِ : (يَا غُلاَمُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ) متفق عليه }


إطلالةٌ مختصرهـ : /

إن الحوار في تعدد أسالبية وطرقه , يكمن في الإقناع والأخذ والعطاء , وترسيخ المفاهيم الطيبة لدى الأبناء والأسرهـ , طالما المربين يستشعرون حجم المسؤولية العظيمة , التي تلقي على عاتقهم ,

النافذة الأولى :

إن الحوار في مشكلةٍ معينة أو قضية طرحت لدى الطرفين , يستشعر عظمها وحجمها الإبن , من حيث تسليط الضوء عليها بكل عفويتها , دون الحاجة للرموز والتعجيز , إنهم بحاجةٍ ماسة للحوار الذي يجعل في أروقة حياتة أجوبةً شافية متكامله , ولا يبحث عن الجواب من مصدرٍ قد يسيء الإجابه .

الحوار يضع إستقلاليةً تامة في الشخصية , وبناء الثقة للطرف الآخر , من حيث إيجابية التربية والتقبل , وبناء الذات , وغرس الثقة في نفوسهم , وتوليهم مهام يعطيها المربي لهم ليتخذوا منها دروساً ومعرفةً بإتخاذ القرار والشجاعة في الإقدام على خطوات الحياة والقرارات الصعبة , بكل حكمة وتعقل .



النافذة الثانيه :

النهي والزجر في عبارات متعارفٌ عليها في المنزل من مصدر معروف , ترتسخ تلك الكلمة في ذهن الإبن ويتوقع قولها من قبل المتسلط , ولهذا يكون الحاجز أكثر إرتفاعاً في كل مرةٍ تطلق تلك الكلمه !

النافذة الثالثه :

إن المصارحة في الحوار وإعطاء الإبن أو المتلقي قدراً كبيراً في حجمه , ومتابعة قوله وتحركات فضوله , وخروج كلماته وإستشعار أحاسيسه , ورسم الإبتسامة بين الفينة والأخرى , لهي البلسم والروح للإقناع ,
وإدخال مفاهيم السلوك الحسنة بكل سهوله , وتوضيح ما يختلف عليه , والإنتصار في التهذيب .





إعتدال : /

ما أجمل المنظر حينما أجد الأب جالساً يتحاور ويمازحه أبناءهـ ويتجاذب الحديث مع طلابه , ويكسر حاجز الصمت والرهبه , ويلامس جروحهم ومشاعرهم يضع لها قصراً في داخل عالمه .


الضحيه :

إن الفتاة أو الإبن الذي يعاني من تسلط القول والفعل لمن حوله , ليعلم أن ما يعانيه مؤلم , ولكن القوي من يتجاوز تلك المحن , ويأخذ منها ما يستفاد منه , كأن لا يعمل هذا الفعل في مستقبله ومع أبناءهـ , والقوي من يصنع من نفسه رجلاً رغم كل المحن . ويبقى صامداً رغم كل ما جرى له .

الجاني :

إن التجني على الغير من الأسرهـ , لهو جريمةٌ في حق تربية النشيء , أو في النشيء أنفسهم , في التسلط , وفي الزجر والنهي , يخرج لنا جيلاً قاسياً لا يفكر سوى في العنف والجبروت , يسحق كل أخضرٍ ويابس , لا يعرف معنى للرحمة والطيبة والهدوء , فل يكن شعارنا في الحياة أملاً وطيبةً وحسن تعامل .



إن كسر حواجز الشخصية المعتادة على الرسامة والهيبة , إن من شأنها أن تنتج لنا عقولاً وعاية ومتفتحة للواقع أكثر , وللأمل في عيونهم مساحةٌ واسعه , مبنية على الإحترام والتقدير , وبكسر الحواجز يسهل غرس كل شيء بداخل المتلقي , وبه ينكسر الصمت ويسود الكلام المهذب .


اللغة الصعبه :

إن من شأن التعنيف والزجر , يخرج لنا جيلاً يهوى العنف والصراع , ويهوى القساوة وبها يطوي معه سجل الرفق كما طواه والده من حياته , ولذا نجد أن ينتهج هذا الإسلوب له تجربةٌ مريرة تجعله يعتاد على هذهـ الأفعال , كيف لا .. وهو يعيش في طفولته ويلات العذاب وأصوات العصبية والشتائم , وكفى بنفسي لأقول عاذراً له ولصب العدوان في دم الطفل .

ولك أن تتخيل هذا الطفل والشاب .. أن أرتوى بسكب العنف في دمه , وبه ينتهج منهجه وطريقه , دون أن ينهى وينبه , ودون توعية تلاحقه في عمرهـ , فالدور يكون للمجتمع بكامله , ولهذا تكون النتائج قاسيه .

مثالٌ مختصر :

رجلٌ أعرفه .. دوماً أرقبه يحاور أولاده الصغار , وحتى طفلته الصغيرة لا تفهم شيئاً سوى تمتمات من حروف , ويتجاذب مع أطفاله الصغار حوارا وتساؤلات , ويعطيهم أجوبةً شافية ومقنعةً على حد عقولهم , ولهذا مرة السنين طوال .. فأرى أبنه بفضلٍ من الله , حينما يحادثك كأنه رجلٌ , وذهنه متفتح وكلامه لا ينطق به إلا من هو أكبر منه سناً , وتجد إحترامه لك عظيماً . ومثل هؤلاء نريدهم مربين .


القسوة لا تولد إلا قسوة وعصيان , وبها ينبذ المجتمع هذا الصنف , دون أن يكون له دور بالوعي , فأتخذنا نبذهم في مجالسنا , بعد إرتشافهم مرارة القسوة وتعلموها .

التسلط ليست قوة , بقدر ما تكون سمةً سلبيةً غير مجديه , يراها البعض مفيدة للتربية , ولهذا أخترع المربي أيسر الطرق وهو الزجر والتسلط فقط . فالأب يتسلط على أبناءهـ وفي غيابه يتسلط الشاب على أهله .. وهكذا تدور المسألة , وفتقد المنزل للغة الحوار والعيش بسلام .

مخرج :

تبقى أن هذهـ الصفة , من نتائجها تكون تربيةً غير سليمه , ولهذا نناشد أن نضع أيدينا جميعاً , لوقف هذا العنف والتسلط ونشر الوعي والحكمة بين أوساط مجتمعنا , فمنكم , ومن عقولكم , وكتاباتكم ننهل من بحر العطاء والتفهم والثقافهة, وبه نخرج جيلاً يعشق للتفهم , ويتقبل النقد بكل محبة ورضاء ,



الحديث يطول .. أختصرته كي يأخذ أكبر مساحةً لكم في بوحكم وإضافاتكم , وطرح المشكلات والتحاور .

شكر : ~

( أبو معاذ والبراء ) .. للجهود والمحبة والصفاء والنقاء , في قلوبنا زرعت الوداد والتسامح فلك التقدير مني .
__________________

*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*


آخر من قام بالتعديل بقايا ذكريات; بتاريخ 06-11-2009 الساعة 09:20 PM.
بقايا ذكريات غير متصل